تبادل الاتهامات بين حماس والمصريين بشأن التهدئة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•سارع أيمن طه، أمس، وهو أحد الناطقين بلسان "حماس" في قطاع غزة، إلى نفي أنباء نقلتها وسائل الإعلام العربية عن تجميد الاتصالات بين حركته وبين مصر بشأن "التهدئة"، أي وقف إطلاق النار الموقت مع إسرائيل. إن "حماس" تبدي رغبة كبيرة الآن في التوصل إلى تهدئة مع هذه الأخيرة من أجل تعزيز سيطرتها على غزة، غير أن شرطها المسبق، وهو أن تتعهد إسرائيل بوقف الاعتقالات في الضفة الغربية أيضاً، يعرقل أي إمكان لنجاح هذه الخطوة، إذ إن إسرائيل لا تنوي أن تتجاوب مع الضغوط التي تمارسها "حماس" في موضوع الضفة.

•من الجائز أن يؤدي الطريق المسدود المتعلق بالضفة إلى قيام "حماس" بخطوة مدبرة يكون هدفها تعميق الأزمة الإنسانية في القطاع و"تسويقها" في الساحة الدولية، من أجل استنفار حملة ضغط دولية على إسرائيل. وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، أوقفت السلطات في غزة توزيع الوقود المخزون في الجانب الفلسطيني من معبر ناحل عوز، قبل بضعة أيام من العملية المسلحة في الجانب الإسرائيلي من المعبر، يوم الأربعاء الماضي. وأدى إغلاق إسرائيل المعبر، بصورة موقتة، إلى زيادة النقص في الوقود.

•على الرغم من العدد الكبير للقتلى الفلسطينيين في القطاع في نهاية الأسبوع الفائت (9 قتلى، بينهم طفلان)، فإن الحديث لا يدور على ردة فعل إسرائيلية على العملية المسلحة في ناحل عوز. لقد عاد الجيش الإسرائيلي إلى شن عمليات هجومية في القطاع منذ الفاتح من نيسان/ أبريل الحالي، غير أنها تجري بصورة محدودة. وإذا لم تخرج هذه العمليات من نطاق السيطرة، فإن إسرائيل ستمتنع من شن عمليات أوسع بسبب قرب عيد الفصح، وعيد الاستقلال، وزيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للمشاركة في احتفالات استقلال إسرائيل الستين.

 

•هناك سبب إضافي لفشل الاتصالات بشأن وقف إطلاق النار، وهو الأزمة الحادة بين "حماس" وبين الوسيط، مصر. ولا يحاول الطرفان، منذ بضعة أسابيع، أن يخفيا النقد العلني المتبادل بينهما. إن القاهرة تدرك أن "حماس" تتعاون، بصورة وثيقة، مع حركة الإخوان المسلمين المصرية، وهذا يثير قلقها. ويبدو أن حل الأزمة بين الطرفين ليس قريباً، وهذا يزيد التشاؤم الإسرائيلي بشأن إمكان صوغ صفقة قريبة للإفراج عن الجندي المختطف غلعاد شليط.