[تتعرض صحيفة "يسرائيل هَيوم" اليمينية المتطرفة إلى خطر الاغلاق. ومن المعروف عن هذه الصحيفة التي أسسها المليونير اليهودي شيلدون أدلسون أنها من أكثر الصحف تأييداً لنتنياهو وسياسته، وهي الأكثر انتشاراً كونها توزع مجاناً. فيما يلي تفسير لأسباب اغلاقها بقلم أحد العاملين فيها]
•مثل كل صحيفة، فإن "يسرائيل هَيوم" تعبر عن النقد العام المهني والاجتماعي. لكن في دولة ديمقراطية لا يمكن أن يخطر على البال إغلاق صحيفة لأسباب سياسية. إن أسلوب كم الأفواه موجود فقط في الأنظمة الاستبدادية، لكنه التفسير الوحيد لاتفاق هذه المجموعة المتعارضة من السياسيين على اتخاذ مثل هذه الخطوة، أفيغدور ليبرمان، ونفتالي بينت، ويائير لبيد، وتسيبي ليفني، ويستحاق هرتسوغ. فلا شيء يجمع بين هؤلاء الخمسة باستثناء أمر واحد هو تطلعهم السياسي للحلول محل بنيامين نتنياهو. ولهذا السبب هم يدفعون من أجل إقرار قانون إغلاق الصحيفة المؤيدة له.
•مما لا شك فيه أن "يسرائيل هَيوم" تتّبع خطاً مؤيداً جداً لرئيس الحكومة. وهي تفعل ذلك تماماً مثلما تقود صحيفة "يديعوت أحرونوت" خطاً معادياً لنتيناهو، وصحيفة "هآرتس" خطاً معادياً للصهونية، و"مَكور ريشون" تتعاطف مع اليمين، والقناة الثانية تميل نحو وسط - اليسار، والقناة العاشرة تتماهى مع اليسار. وليس مطلوباً لأن تكون عبقري زمانك كي تعرف هذا كله. وإجمالاً يمكن القول أن وسائل الإعلام يسارية في حين أن الشعب يميني.
•لكن ثم ميزة تميز "يسرائيل هَيوم" إلى جانب دعمها المشروع لنتنياهو بحد ذاته، وهي أنها تشكل منبراً للمواقف القومية التي جرى خنقها سنوات طويلة في وسائل الإعلام الأخرى. وهذه المواقف التي اتضح أنها واعية اكثر واقعية، وقد صوت لها الجمهور في صناديق الاقتراع، كانت وما تزال تُهمَّش. في وسائل الإعلام الرئيسية، تشكل وسائل الإعلام القومي - اليميني أقلية واعدة مثل "يسرائيل هَيوم" و"مكور ريشون" و"إذاعة الجيش الإسرائيلي". أما سائر وسائل الإعلام فجميعها تكرر المعزوفات المكرورة لحركة ميرتس وحزب العمل. لذلك فإن صوت "يسرائيل هَيوم" ضروري جداً. ومن المستغرب أن يقوم سياسيون أصحاب مواقف قومية بإسكات وسيلة إعلامية تعبر عن وجهة نظرهم.