خطوات للحؤول دون وقوع حرب دينية شرق - أوسطية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

 

•إن أسوأ ما يمكن أن يحدث يجري اليوم أمام أعيننا. فـ"الانتفاضة الشعبية" في القدس بدأت تتحول إلى حرب دينية بين اليهود والمسلمين. وهذه الحرب الدينية التي تتمحور حول جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف]، يمكنها أن تتحول إلى مواجهة واسعة النطاق، وهي لن تجرّ معها سكان القدس ويهودا والسامرة [الضفة الغربية] وسائر سكان إسرائيل والغزاويين فقط، بل أيضاً "حزب الله" والأردن ودولاً أخرى في المنطقة.

•إن مثل هذه المواجهة الدينية في هذا الوقت بالذات، قادر على تغيير اتجاه "اضطرابات" الربيع العربي وتوجيهها ضدنا. فالموجة المتصاعدة من المواجهات حول الحرم وفي القدس من شأنها تغيير قواعد اللعبة وتحويل ما يجري إلى تصعيد إسلامي يطبع اليوم التطرف الإسلامي الذي يشهده الشرق الأوسط وأوروبا وحتى أميركا الشمالية.

•إن النتائج المترتبة على تحويل الصراع نحونا واضحة وقد تتجلى عبر هجمات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية في الخارج، وإطلاق صواريخ من سيناء، وهجمات انتحارية في أماكن مختلفة. وإذا لم نوقف ما يحدث أمام أعيننا حول الحرم وفي القدس، فقد نجد أنفسنا بسبب الوضع المتفجر في الشرق الأوسط في خضمّ مواجهة أخطر من انتفاضة ثالثة.

•قد يبدو هذا الكلام نبوءة غضب ومحاولة لإشاعة الرعب، لكن هذا ما قيل أيضاً قبل حرب يوم الغفران [حرب تشرين/أكتوبر 1973]، وقبل الانتفاضة الثانية التي كما نذكر، بدأت بعد زيارة أريئيل شارون إلى الحرم (ولهذا أطلق عليها انتفاضة الأقصى).

•ومن أجل مواجهة هذا الوضع، يجب القيام ببضع خطوات فورية: 

يتعين على الجيش تعزيز قوات الشرطة في القدس، والعمل من خلال قيادة مركزية لمنع وقوع جريمة ناجمة عن دوافع قومية، ليس فقط من جانب الفلسطينيين، بل أيضاً من جانب اليهود. إن يهودا غليك الذي أصيب بجروح خطرة، هو من سكان مستوطنة عوتنيئيل جنوبي يهودا [الضفة]، لكن شعبيته في أوساط اليمين كبيرة، لذا يجب على الشاباك وعلى الشرطة والجيش الإسرائيلي العمل للحؤول بأي ثمن، دون وقوع جرائم كراهية دينية، أي ما يطلق عليها اسم "جباية الثمن". وفي الوقت عينه يجب الاستعداد لإمكانية وقوع هجمات إرهابية فلسطينية من خلال رشق حجارة وزجاجات حارقة أو هجوم بعبوات ناسفة أو إطلاق نار على السيارات في الطرقات.

•يجب القيام باعتقالات وقائية وسط المتطرفين اليهود والعرب وعدم الارتداع عن ذلك. فهؤلاء المتطرفون مهووسون بإشعال الحرائق وجرى التعامل معهم حتى الآن بتهاون مما يهدد باشتعال حريق كبير. يجب منع هؤلاء من إشعال الحرائق. ونموذج ذلك ما كان يجب أن نفعله مع الإرهابي الذي نفذ الهجوم ضد غليك، فسرعة تحديد الشاباك لمكان وجود معتز حجازي يدل على أن الرجل كان معروفاً منذ زمن طويل، وكان واضحاً أنه مستعد للقيام بمثل هذا الهجوم. فالرجل سجين سابق، وواضح أن تخطيطه لهجومه استغرق وقتاً طويلاً وكان يعرف بالضبط الشخص الذي سيهاجمه، وثمة احتمال كبير بأن الشاباك كان على علم بأن ثمة شيئاً يحضّره هذا الشخص الذي يمثل نموذجاً لاعتقال وقائي إداري لفلسطينيين وأيضا ليهود، مستعدين لإشعال المنطقة.

•يجب تجنيد سياسيين ورجال دين يهود ومسلمين بمن فيهم أبو مازن ونتنياهو من أجل دعوة الجمهور، وخصوصاً المتطرفين والمتحمسين دينياً، للهدوء والتعقل. فالحوار مع زعامات دينية وسياسية فلسطينية، ليس فقط من جانب الشرطة في القدس بل من جانب سياسيين وحاخامين إسرائيليين، من شأنه المساهمة في التهدئة، وثبت ذلك في الماضي.

•يجب حشد قوات كبيرة من الشرطة والجيش مزودة بمعدات تفريق التظاهرات واستخدامها في القدس بما في ذلك القدس الغربية وفي الضفة. ويجب أن يكون حضور هذه القوات ظاهراً، وعلى الجنود الذي خبرتهم أقل من رجال الشرطة في مواجهة أعمال الشغب، تلقي الأوامر الدقيقة والتفصيلية المتعلقة بإطلاق النار واستخدام وسائل تفريق التظاهرات.   

•يجب منع اليهود والعرب من زيارة الحرم، ليس فقط اليوم، وإنما في وقت صلاة الظهر يوم الجمعة. ويجب نشر قوة كبيرة من الشرطة في الحرم وعلى مداخل المدينة القديمة المؤدية إليه ومنع محاولات زيارة الحرم. 

 

•ويجب بصورة خاصة الامتناع عن القتل، فسقوط أي قتيل سيؤدي إلى تدهور الوضع وتفاقمه.

 

 

المزيد ضمن العدد 2003