رسالة بوش إلى خلفه
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•قبل أقل من ستة أشهر على انتخابات الرئاسة الأميركية، وثمانية أشهر على موعد خروج الرئيس جورج بوش المرتقب من البيت الأبيض، رفع في الكنيست أمس، سقف المطلوب من خَلَفه، وهو الاستمرار في محاربة المنظمات "الإرهابية" - القاعدة و"حماس" وحزب الله - وإحباط جهود إيران للتزود بسلاح نووي يهدد وجود إسرائيل. كما أكد أن التسليم بتحول إيران إلى دولة نووية هو خيانة للأجيال المقبلة.

•إن ما قاله بوش هو رسالة إلى مرشح الحزب الديمقراطي باراك أوباما، الذي يتقدم على منافسته، وفحواها أنه سيستغل الفترة المتبقية من رئاسته حتى آخر يوم من أجل صوغ سياسة صدامية ضد إيران. وإذا ما انتُخب أوباما، لا المرشح الجمهوري جون ماكين الذي تتماثل مواقفه مع مواقف بوش، فمن الممكن أن يتخذ خطوات عسكرية، حتى خلال فترة الشهرين ونصف شهر الواقعة بين الانتخابات وأداء الرئيس الجديد اليمين الدستورية.

•لقد اختار بوش أن يتطرق في خطابه إلى [قلعة] مساده وإلى التعهد الذي قطعته إسرائيل على نفسها بألاّ تسمح بسقوطها مرة أخرى، ويمكن أن نفسر ذلك على مستويين: الأول أنه يعكس إصراراً على منع إيران من الحصول على قدرة تمكنها من القضاء على إسرائيل، والثاني، أنه يتفهم موقف إسرائيل إذا ما حُشرت في الزاوية وعملت على ردع أعدائها.

•صحيح أن مواقف بوش لا تلزم، بصورة رسمية، الإدارة الأميركية المقبلة ولا الكونغرس الجديد، غير أنها تعكس التقويم الأميركي للوضع. ولا شك في أن المنطق وراء هذا التقويم سيستمر حتى لو تسلم أوباما وممثلو الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي زمام الحكم في واشنطن، في كانون الثاني/ يناير 2009.

 

•يتعين على خطاب بوش في الكنيست أن يوصل رسالة إلى إيران وغيرها، فحواها أنها ستواجه دولاً متمسكة بسياسة تصر على عدم تمكينها من امتلاك سلاح نووي.