بوش في الكنيست: مساده لن تسقط ثانيةً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

"أيها المواطنون الإسرائيليون، إن [قلعة] مساده لن تسقط ثانية، وستقف أميركا إلى جانبكم دائما"، كانت هذه هي الرسالة الرئيسية في خطاب رئيس الولايات المتحدة جورج بوش الذي ألقاه أمس أمام الكنيست، إذ إنه ركز فيه على التحالف القائم بين الولايات المتحدة وإسرائيل قائلاً: "لقد بنيتم مجتمعاً حديثاً في أرض الميعاد؛ أنتم نور للأغيار. إنكم تحافظون على ميراث إبراهيم وإسحاق ويعقوب. لقد بنيتم ديمقراطية رائعة ستبقى إلى الأبد". وأضاف أن إعلان قيام الدولة "كان تجسيداً للوعد القديم الذي أُعطي لإبراهيم وموسى وداود: وطن للشعب المختار، أرض إسرائيل"، وأكد أن إسرائيل "ستحتفل بعيد استقلالها الـ 120 كإحدى الديمقراطيات العظيمة في العالم". 

وتابع بوش قائلاً: "إن الولايات المتحدة تؤيدكم عندما يتعلق الأمر بتدمير شبكة المنظمات الإرهابية... وبالمعارضة الصلبة لطموحات إيران النووية. إذا سمحنا لهذه الدولة التي تؤيد الإرهاب باقتناء أشد الأسلحة تدميراً في العالم، فسيكون ذلك خيانة للأجيال المقبلة. ومن أجل السلام يجب ألاّ يمكّن العالم إيران من امتلاك سلاح نووي".

وخلافاً للتعاطف الكبير الذي حظي به الرئيس بوش، فإن خطاب رئيس الحكومة إيهود أولمرت أثار خلافات شديدة في الرأي، إذ وعد بأنه عندما يتم التوصل إلى اتفاق السلام "فسيقرّه الكنيست بأغلبية كبيرة، وستؤيده الأكثرية الساحقة من الجمهور الإسرائيلي". وفيما يتعلق بالتهديد الإيراني قال إن "خطورة التهديد تقتضي عدم استبعاد أي وسيلة لمواجهته"، وأوضح أن "إقامة جبهة سياسية واقتصادية دولية متجانسة وحازمة ضد إيران هي مرحلة ضرورية، وإن تكن غير نهائية، على طريق كبح الخطر الإيراني".

واحتجاجاً على أقوال رئيس الحكومة بشأن اتفاق السلام مع الفلسطينيين، غادر عضوا الكنيست تسفي هندل وأوري أريئيل (الاتحاد القومي - المفدال) قاعة الكنيست، إذ كان من الأفضل، على حد قولهما، استبدال رئيس الحكومة بالرئيس بوش كي يبرهن له ما هي الصهيونية. وقال عضو الكنيست رؤوفين ريفلين (ليكود) إن رئيس الولايات المتحدة يبدو كمن يجسد الرؤيا الصهيونية، مقارنة برئيس الحكومة الذي يبدي استعداداً للتنازل عن مصالح حيوية لإسرائيل. 

وقد أُخرج أعضاء كتلة القائمة العربية الموحدة - الحركة العربية للتغيير من القاعة في أثناء خطاب الرئيس بوش، بعد أن رفعوا صور أطفال قتلى من العراق وغزة. وقال عضو الكنيست أحمد الطيبي أن نيتهم كانت الاحتجاج ضد بوش، لا الاكتفاء بمقاطعة الجلسة كما فعلت كتلتا التجمع الديمقراطي الوطني، و الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. 

 

وفي أوساط اليمين، أثنى بعض أعضاء الكنيست على روح التأييد الحماسية تجاه إسرائيل التي عبر عنها الرئيس بوش ("معاريف"، 15/5/2008)، وقال وزير الخارجية السابق سيلفان شالوم (ليكود): "كان الخطاب مذهلاً. إنه خطاب جياش، بدا أنه ألقاه من أعماق قلبه. من النادر أن تسمع خطاباً صهيونياً إلى هذا الحد من قادة إسرائيليين". وأعرب عضو الكنيست أرييه إلداد (الاتحاد القومي - المفدال) أيضاً عن تأييده هذا الخطاب وقال: "لقد ألقى بوش خطاباً صهيونياً حماسياً، أما أولمرت فألقى خطاباً موجهاً إلى [المستشار القانوني للحكومة] ميني مزوز. من جهتي، فإنني أفضل استبدال أولمرت ببوش".