إسرائيل أقوى من مفسادها
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•في الأسابيع التي سبقت نشر الشُبهات الجديدة ضد رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، بدا أن إسرائيل ماضية في طريق توقيع اتفاقية سلام مع الفلسطينيين، وربما مع سورية. الآن من الصعب للغاية أن نتخيّل أن حكومة تواجه احتمال انفراط عقدها يمكن أن تأخذ على عاتقها هذا العبء. إن ما يميز الروح الإسرائيلية الوطنية في عيد الاستقلال الستين، أكثر من أي شيء آخر، هو انشغال البلد بصورة مكثفة بفساد السلطة.

•لا شك في أن طعماً مرّاً يرافق احتفالات الاستقلال الستين. فهي تجري في ظل التعتيم على التحقيق مع رئيس الحكومة، وقبل ذلك ببضعة أيام اشترى [الملياردير الروسي الأصل] أركادي غايداماك نصف أعضاء حزب المتقاعدين تقريباً، كما تقرر تقديم لائحة اتهام بسرقة الأموال العامة ضد وزير المالية السابق، أبراهام هيرشزون.

•على الرغم من ذلك فإن المواطنين العاديين في إسرائيل يحتفلون بعيد الاستقلال، كما في كل عام، ويتغاضون عن التحقيقات بشأن الفساد، وذلك بأن عروقهم ما زالت تنبض بمشاعر الاعتزاز الأساسية بنجاح المشروع الصهيوني. إن أي سلطة فاسدة هي سلطة عابرة وقابلة للتغيير، ما دامت الديمقراطية تحافظ على حيويتها وقيمتها. ومن هذه الناحية ما زالت إسرائيل نموذجاً يُحتذى، حتى مقارنة بدول أقدم منها.

•صحيح أنه لا يجوز أن نتوقع من حكومة على وشك الانهيار أن تعقد سلاماً، لكن يبدو أن العمليات التاريخية الجارية في المنطقة والعالم أقوى من مصير هذه الحكومة مهما يكن. ومن هذه العمليات: عزلة "حماس" التي لا تزال ترغب في القضاء على إسرائيل؛ الاستنفار العالمي ضد المشروع النووي الإيراني؛ محادثات السلام مع الجزء المعتدل من الشعب الفلسطيني، الذي يرغب في إقامة دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل وفي التعاون معها؛ إشارات السلام الصادرة عن سورية، والتي حظيت بردة فعل إيجابية في الطرف الإسرائيلي؛ حقيقة أن الإدارة الأميركية الجديدة قد تتيح دفع السلام مع سورية قدماً، خلافاً للإدارة الحالية التي ترفض ذلك. إن هذه العمليات جميعها تثير فينا الأمل بأن دولة إسرائيل أقوى من الأمراض التي تشكو منها.

 

•يمكن أن يكون العام المقبل عام الفرص، إذا ما أخذنا في الاعتبار أن المرشحين لرئاسة الحكومة الإسرائيلية ولرئاسة الولايات المتحدة، من اليمين ومن اليسار، يؤيدون جميعهم السلام مع سورية في مقابل الانسحاب من الجولان وتجريده من السلاح.