أميركا لن تتخلى عن "الأبرياء" في غزة على رغم اعتبارها حماس كياناً معادياً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قرر المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية بالإجماع أمس تشديد العقوبات على السكان الفلسطينيين في قطاع غزة، وأعلن أن القطاع "منطقة معادية" [كيان معادٍ].

وقرر الوزراء فرض قيود على حركة حماس في القطاع تشمل تقليص تزويد غزة بالوقود والكهرباء، وتقييد نقل السلع عبر المعابر الحدودية، وتقييد حركة الأشخاص من القطاع وإليه، ووقف الزيارات إلى السجناء، وتشديد الرقابة على تحويل الأموال إلى القطاع. 

وعرضت مقاربتان خلال النقاش الذي عقده المجلس، الأولى: قيام إسرائيل بقطع التيار الكهربائي عن غزة رداً على إطلاق صواريخ القسام. وتبين خلال النقاش أن هذه المقاربة تنطوي على إشكالية من ناحية القانون الدولي لأنها تعتبر نوعاً من العقوبة الجماعية. أما المقاربة الثانية التي وافق عليها الوزراء، فتهدف إلى إضعاف قدرة حماس على حكم غزة. وبناءً على هذه المقاربة، فإن استمرار إطلاق صواريخ القسام سيرغم حركة حماس على دفع ثمن يتمثل في تدهور نوعية الحياة في القطاع. 

وقالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني إن "القرار يدل على أن إسرائيل، باستثناء الحاجات الإنسانية، لن تزود سكان غزة بأي شيء آخر". وأكد مصدر سياسي رفيع المستوى: "سنقلل إمدادات الكهرباء إلى القطاع، وسيكون على حماس أن تقرر هل ستزود المستشفيات بالكهرباء أم بورش الأسلحة". 

وجاء في البيان الذي صدر عن المجلس: "ستطبق القيود بعد إجراء دراسة قانونية بحيث تؤخذ في الاعتبار الجوانب الإنسانية، وتجنب وقوع أزمة". وفي ما يتعلق بتزويد الكهرباء والوقود سيُدرس هذا الأمر دراسة مستفيضة، لأن إسرائيل ملتزمة عدداً من الاتفاقات مع السلطة الفلسطينية في مجالات البنى التحتية. 

وتطرق رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك خلال النقاش إلى إمكان شن حملة عسكرية على القطاع. وقال أولمرت: "إن ثمن الحملة العسكرية ضد غزة معروف، وفي أي حال لم تنضج الظروف لذلك". وإلى ذلك قال باراك: "لم يحن الأوان لشن عملية عسكرية واسعة. سنشن العملية عندما يكون التوقيت ناضجاً وملائماً، وليس من أجل التنفيس عن الغضب". ومع ذلك شدد باراك على أن "كل يوم يمر يقرّبنا من العملية العسكرية ضد غزة". 

 

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس إن "الولايات المتحدة تعتبر حماس كياناً معادياً"، غير أنها أضافت: "إننا لن نتخلى عن الفلسطينيين الأبرياء في غزة، وسنبذل جهداً لتوفير الحاجات الإنسانية للسكان".