باص الأبارتهايد
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•أمر وزير الدفاع موشيه يعلون بمنع العمال الفلسطينيين من استخدام وسائل النقل العام الإسرائيلية في طريقهم إلى أماكن عملهم في إسرائيل، وبطريق عودتهم إلى منازلهم في الضفة الغربية. وبحسب الخبر الذي نشره حاييم ليفينسون في "هآرتس" بالأمس [الأحد]، فإنه يحظر على العمال الفلسطينيين الصعود إلى الباصات التي تتجه مباشرة من وسط البلاد إلى الضفة الغربية في نهاية يوم العمل. لقد اتخذ الوزير قراره على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي لا يعتقد أن انتقال العمال في الباصات الإسرائيلية يشكل أي خطر أمني، ولا سيما أن الأمر يتعلق فقط بالذين يملكون تصاريح دخول وإجازات عمل وهم يخضعون كل يوم لتفتيش أمني صارم لحظة دخولهم إلى البلاد. وعليه، فإن قرار يعلون نابع فقط من الخضوع لضغوط يمارسها عليه المستوطنون منذ مدة طويلة، وهم الذين طالبوا بعدم السماح بصعود الفلسطينيين إلى "باصاتهم". تفوح من قرار الوزير رائحة الأبارتهايد النتنة التي يتسم بها حكم الاحتلال الإسرائيلي في المناطق. وإحدی أبرز رموز نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا كانت الحافلات المنفصلة لكل من السود والبيض. واليوم، جاء يعلون ليطبق هذه السياسة في مناطق الاحتلال. وبذلك هو يثبت صحة ادعاء الذين يصفون إسرائيل في العالم بأنها دولة أبارتهايد. كما أن مغزى قرار يعلون هو تشديد إضافي للقبضة على الفلسطينيين في الضفة الغربية، فهو يسمح لأقلية صغيرة منهم بالعمل في إسرائيل، وهؤلاء يعبرون مسار معاناة مضنية من جراء عمليات القهر والإذلال اليومي في طريق ذهابهم إلى العمل وعودتهم منه. والآن، جاء قرار يعلون ليجعل حياتهم أكثر صعوبة. ومنذ زمن طويل كان هدف وزير الدفاع إرضاء المستوطنين والقيام بما يناسبهم، وتنفيذ جميع رغباتهم ونزواتهم ومطالبهم الوقحة تقريبا. وهو يفعل ذلك لاعتبارات سياسية شخصية ومصلحة ذاتية بهدف تعزيز موقعه في قيادة اليمين المتطرف. وتثبت فضيحة توتر علاقاته مع الإدارة الأميركية عقب تصريحاته المليئة بالاحتقار تجاه [وزير الخارجية] جون كيري ومسؤولين كبار آخرين، مدى رغبته في إرضاء المستوطنين. وهذه المرة يتملق يعلون المستوطنين على حساب مكانة دولة إسرائيل وصورتها في العالم وما بقي لديها من أخلاق. ويتجلى ذلك من خلال المعاملة السيئة لبضع عشرات الآلاف من الفسطينيين الذين سمح لهم بكسب رزقهم الشحيح في إسرائيل. لقد أعطى يعلون توجيهاته للإدارة المدنية بإجراء التحضيرات اللازمة قبيل دخول هذا القرار حيّز التنفيذ؛ والأفضل أن يلغيه فوراً ويرفع عن إسرائيل وصمة العار.