مع الانتفاضة والسور وانفصال غزة باتت أوراق كامب ديفيد وطابا وخطة كلينتون تصلح للتأريخ
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•إزاء الواقع القائم في مناطق الضفة الغربية وغزة لا قيمة كبيرة لكل هذا الكلام على الوثائق والمؤتمرات والمبادئ. ينبغي رؤية عناوين وسائل الإعلام العربية والفلسطينية وقراءة تقارير نساء منظمة "محسوم ووتش" بشأن التنكيل والإذلال [على الحواجز العسكرية] حتى نفهم أن المسافة بين الأقوال والأفعال مسافة هائلة.

•إن الانشغال الجاري حالياً ببنود المبادئ، مثل الحدود الموقتة وأحياء القدس والممر إلى غزة والحوض المقدس والكتل الاستيطانية وعودة اللاجئين، يبدو مثل تقليب أوراق بالية في كتاب قديم. وفي الأعوام التي مرت منذ اتفاق أوسلو قلّب الطرفان هذه المواضيع حتى أصابهما الملل. قبل سبعة أعوام اندلعت انتفاضة الأقصى الدموية، وفي أثناء ذلك توفي ياسر عرفات أو قتل، وتوشك عملية بناء جدران وأسوار الفصل على الانتهاء، ونشأت في غزة سلطة لحركة حماس لا تقبل الحلول الوسط، والوطن الفلسطيني انقسم قسمين. على هذه الخلفية تبدو أوراق مؤتمر كامب ديفيد في عام 2000، ومعها وثائق طابا وخطة كلينتون، أشبه بوثائق عتيقة تصلح للمؤرخين لا للسياسيين الذين يهتمون بالحاضر. وقد أكّد هذه الادعاءات استطلاع للرأي العام نشره "مركز القدس للإعلام والاتصال" بإدارة غسان الخطيب، الذي تولى وزارة التخطيط في الحكومة الفلسطينية السابقة.

 

•إن الحقيقة القائلة إن عملية السلام فشلت، وإننا في خضم أزمات يرافقها سفك دماء مستمر، وإن الضائقة الفلسطينية تتفاقم، لم تجعل الجمهور الفلسطيني أكثر اعتدالاً وإنما العكس. والاستنتاج الذي يترتب على ذلك هو أن المشكلة لا تكمن في السياسيين الفلسطينيين وإنما في الجمهور العريض. ومعنى ذلك أن في الإمكان الضغط على أبو مازن ورجاله وإقناعهم بالتنازل وقبول الحلول الوسط، لكن ذلك لن يدفع أي شيء إلى الأمام. إن المطلوب هو إقناع الشعب، وهذا يمكن القيام به بواسطة الاقتصاد.