يجب محاربة النزوح عن إسرائيل الذي هو مثل رفض الخدمة العسكرية الإلزامية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

•يجب محاربة غلاء المعيشة من دون الدعوة إلى الهجرة إلى برلين، ومحاربة النزوح إلى برلين من دون أن يكون لذلك علاقة بغلاء المعيشة.

•ثمة ظاهرة قديمة- جديدة تعود بسرعة إلى النقاش الإسرائيلي هي النزوح عن البلد. كأننا عدنا في الزمن إلى السبيعينات حين انشغلت الدولة بمعالجة نزوح الإسرائيليين إلى الولايات المتحدة. يختلف النقاش اليوم من حيث الشكل ولكن ليس من حيث المضمون، فهو اليوم يدور على صفحات الفايسبوك وبجرأة أكبر، كما أن هدف النزوح اختلف وأصبح برلين.

•برلين عاصمة الرايخ الثالث التي شهدت "ليلة الكريستال" مع 160 ألف يهودي كانوا يقطنونها،  وكانوا أول من احتجزوا في معسكرات التجميع النازية، حيث أرسل مئات الآلاف من هناك إلى معسكرات الموت في أوشفيتس وترزينشتات. هذه هي برلين، المدينة "البطلة "الجديدة التي عثر فيها بعض الشباب الإسرائيليون على حليب أرخص بكثير من الموجود في إسرائيل.

•إن النزوح عن إسرائيل هو تماماً مثل رفض الخدمة في الجيش الإسرائيلي، وهو يتعارض مع القيم الأساسية التي قامت عليها دولة إسرائيل. إن انتشار أفكار الحركة الصهيونية بين عشرات الآلاف من الشباب اليهودي استند إلى فكرة أساسية هي مغادرة المنفى والهجرة إلى أرض إسرائيل وتطويرها وإنشاء دولة يهودية فيها. ومن الجيد أنه لم يكن آنذاك حليب نشتكي من أسعاره. فاليوم وتحت شعار نضال محق ضد غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الشقق السكنية، يحصل النازحون عامة وبصورة خاصة النازحون إلى برلين بصورة على الدعم. 

•إن حل هذه المشكلة يجب أن يكون هنا في إسرائيل. ويتعين علينا منع انتقال الحل إلى أي دولة أخرى في العالم، لا إلى ألمانيا أو أستراليا أو الولايات المتحدة. فقبل نشوء الدولة وبعد قيامها كان هناك على الدوام يهود فضلوا هذه البلدان على إسرائيل. ورغم أسفي على خيارهم هذا فإن هذا من حقهم. وهم لم يحولوا قط حياتهم في إسرائيل أو "نزوحهم" عنها إلى أداة سياسية لتهديد إسرائيل بها: "إما أن تخفضوا أسعار مشتقات الحليب والجبنة البيضاء أو ننزح عن إسرائيل."

•ليس هناك حلول سحرية، فأسعار الشقق السكنية لن تنخفض بسرعة حتى لو خصصت الدولة أراضي لبناء مائة ألف شقة سكنية سنوياً، وذلك ما دامت حدود الفائدة التي وضعها مصرف إسرائيل توازي الصفر. في مجال الغذاء يمكن تخفيض الأسعار بطريقة أخرى: فتح الأسواق أمام المنافسة الحقيقية وتخفيض الضرائب والتعرفات الجمركية. لقد فعلت الحكومة السابقة ذلك بنجاح كبير في مجال الهواتف الخليوية، وبعد سنوات طويلة من الغبن الذي عاني منه المواطنون في إسرائيل، انخفضت الأسعار، واستطاعت كل عائلة توفير آلاف الشيكلات سنوياً. 

•إن المطلوب إجراء مثل هذا الإصلاح في مجال الغذاء. وتدل الوقائع على أن أول من يعترض على تخفيض الأسعار وتخفيض التعرفات الجمركية، وفتح الأسواق هم الذين يعتبرون أنفسهم "اجتماعيين" ويطالبون "بالعدالة الاجتماعية" على طريقتهم.

 

•إن النقاش الذي يشجع على النزوح إلى برلين أمر معيب ومثير للشفقة بصورة مرعبة. فهذا المساء من المنتظر قيام معرض يشجع الشباب على مغادرة إسرائيل والبحث عن مستقبلهم في برلين. لن يجدوا مستقبلهم هناك، بل ما سيجدونه هو ماضي شعبهم المخيف والمرير.