نتنياهو: "داعش" و"حماس" فرعان لنفس الشجرة السامة ويمثلان خطر الإسلام المتطرف الآخذ بالانتشار في شتى أنحاء العالم
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن دحر تنظيم "داعش" من دون تجريد إيران من قدراتها النووية بالكامل سيكون بمثابة انتصار في القتال وخسارة الحرب.

وجاءت أقوال نتنياهو هذه في سياق الخطاب الذي ألقاه أمام الدورة السنوية للجمعية العامة في الأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك الليلة الماضية، وأكد فيها أيضاً أن تنظيم "داعش" وحركة "حماس" هما فرعان لنفس الشجرة السامة ويمثلان خطر الإسلام المتطرف الآخذ بالانتشار في شتى أنحاء العالم، ودعا إلى استئصال هذا الورم السرطاني قبل فوات الأوان. 

وأضاف نتنياهو أن الهدف الفوري لـ"حماس" هو إبادة دولة إسرائيل، غير أن هدفها الأوسع والأبعد مدى هو نفس هدف التنظيمات الإسلامية المتطرفة الأخرى مثل حزب الله وبوكو حرام وجبهة النصرة والقاعدة. 

وقال رئيس الحكومة إن إيران تسعى منذ 35 عاماً إلى تصدير الثورة الإسلامية إلى دول أخرى، وأشار إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني ذرف دموع التماسيح في خطابه أمام الجمعية العامة بشأن خطر "الإرهاب" الدولي لكن كان يجب عليه فعلاً أن يسأل قائد الحرس الثوري لبلده عن النشاطات التي يمارسها لدعم تنظيمات "إرهابية" في العديد من الدول. 

وشدّد على أن سياسة إيران لم تتغير، داعياً قادة الدول الى عدم الانخداع بتصريحات زعماء إيران المعسولة لأن هدف طهران الرئيسي هو رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها كي تتمكن من الحصول على قنبلة نووية.

وتطرق نتنياهو إلى ما فعلته "حماس" خلال عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في قطاع غزة يوم 8 تموز/ يوليو الفائت واستمرت 50 يوماً، ولا سيما قيامها بقصف المدن والقرى الإسرائيلية بالصواريخ مستخدمة المدنيين دروعاً بشرية، وعرض على الحضور صورة تظهر منصة إطلاق صواريخ لـ"حماس" بالقرب من أطفال يلعبون في غزة، وأكد أن هذه هي جرائم الحرب الحقيقية التي تحدث عنها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في سياق خطابه أمام الجمعية العامة الأسبوع الفائت. 

وأضاف نتنياهو أن هذه الجرائم ارتكبت من جانب شركاء عباس في حكومة التوافق الفلسطينية ولذلك فهي مسؤولة عنها. وفي الوقت عينه أشاد بتصرفات الجيش الإسرائيلي مؤكداً أنه أكثر جيوش العالم أخلاقية وأنه بذل جهوداً جبارة لتفادي إصابة الأبرياء خلال العملية العسكرية المذكورة على نحو لم يسبق له مثيل في التاريخ. ورفض بشدة اتهامات عباس أن إسرائيل ارتكبت حرب إبادة في غزة مشيراً إلى أنها نقلت أطناناً عديدة من المواد الغذائية والطبية إلى سكان غزة في الوقت الذي أطلقت فيه صواريخ من القطاع على أراضيها.

كما انتقد بشدة مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة بسبب استنكاره العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، وأكد أن الرسالة التي يوجهها هذا المجلس الى التنظيمات "الإرهابية" تشجعها على مواصلة استخدام المدنيين دروعاً بشرية وبالتالي فهو أصبح مجلساً لحقوق "الإرهابيين".

من ناحية أخرى قال نتنياهو إن هناك فرصة تاريخية سانحة حالياً تتمثل بإدراك بعض الدول العربية المهمة بوجود مصالح مشتركة مع إسرائيل ومخاطر مشتركة تتمثل بإيران والإسلام المتطرف، ودعا إلى إقامة شراكة بين هذه الدول وإسرائيل من أجل ازدهار الشرق الأوسط بأسره.

وأكد نتنياهو أن مثل هذه الشراكة ستساهم أيضاً في التوصل الى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ولذلك يجب النظر الآن ليس فقط إلى القدس ورام الله وإنما أيضاً إلى القاهرة وعمان وأبو ظبي والرياض. وشدد على أنه مستعد للتوصل الى حل وسط تاريخي لكونه يريد مستقبلاً أفضل لأبناء الشعب الإسرائيلي شريطة أن يتضمن هذا الحل ترتيبات أمنية حقيقية وراسخة.

وتباينت ردود الفعل على خطاب رئيس الحكومة في الأمم المتحدة.

ففي واشنطن عقبت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي على خطاب نتنياهو قائلة إن الولايات المتحدة تعتبر تنظيم "داعش" وحركة "حماس" منظمتين "إرهابيتين" لكنها في الوقت عينه تعتقد أن هناك فرقاً بينهما من ناحية مستوى التهديد الذي تمثلانه. 

وأضافت ساكي في تصريحات أدلت بها إلى وسائل إعلام الليلة الماضية، أن واشنطن لا تعتقد أن نتنياهو حاول التلميح الى ضرورة إقدام الولايات المتحدة على تنفيذ عملية عسكرية ضد "حماس" على غرار ما تفعله ضد "داعش". وكررت تحفظات الإدارة الأميركية من خطاب رئيس السلطة الفلسطينية أمام الجمعية العامة، وأكدت أن عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين تشهد حالة من الجمود لأن الجانبين لم يقوما بالخطوات اللازمة لدفعها قدماً.

وتعقيبا على قول نتنياهو إنه مستعد للتوصل الى حل وسط تاريخي مع الفلسطينيين، قال الناطق بلسان رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن هذا الحل يجب أن يكون وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي منح فلسطين صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة.

وأضاف أبو ردينة في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام الليلة الماضية، أن هذا الأمر يجب أن يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، مشدداً على أن ذلك يتطلب وقفاً فوريا للاستيطان ورفع الحصار عن قطاع غزة ووقف نشاطات المتطرفين في الأماكن المقدسة.

وفي غزة قال الناطق بلسان حركة "حماس" سامي أبو زهري إن تصريحات نتنياهو بأن "حماس" و"داعش" هما وجهان لعملة واحدة تنم عن محاولة لخلط الأمور، وشدّد على أن "حماس" حركة تحرر وطني فلسطينية.

 

وأضاف ابو زهري أن مزاعم نتنياهو بأن "حماس" استخدمت المدنيين دروعاً بشرية ادعاءات كاذبة، وأكد أن الصورة التي عرضها في خطابـه ملفقة ومدبلجة.