"داعش" ليست عذراً لعدم التفاوض مع الفلسطينيين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•كان توقيت الجلسة التي خصّصها رئيس الحكومة لنقاش موضوع تنظيم "داعش" مناسباً على ما يبدو. فهناك قلق في منطقة الشرق الأوسط وفي الغرب إزاء التهديد الذي يمثله هذا التنظيم القاتل الذي استولى على مناطق واسعة في سورية وفي العراق، ويهدّد بمواصلة حملة فتوحاته. ولا شك في أن على إسرائيل أيضاً أن تدرس انعكاسات هذا التهديد الجديد. لكن في الوقت نفسه، لا داعي للذعر أو لتخويف الجمهور، وهما أمران رفعهما بنيامين نتنياهو إلى مصاف الفن في الأعوام الأخيرة. 

•لقد أوضحت مصادر استخباراتية [إسرائيلية] أنه لا يوجد لتنظيم "داعش" بنية تحتية في إسرائيل أو في المناطق [المحتلة]، وأنه على أبعد تقدير هناك تعاطف غير معروف حجمه مع أفكاره. وقررت الحكومة خلال الجلسة تشديد العقوبة القانونية ضد كل من يتبين أنه عضو في التنظيم، أو "يتماهى مع التنظيم"، بحسب قول مسؤول كبير لـ"هآرتس". ويتطلب هذا القرار تمييزاً صارماً بين الأمرين. وتعلمنا التجربة أن هذه الحكومة ستبذل كل ما في وسعها لتقييد حرية التعبير، وبشكل رئيسي في الوسط العربي في إسرائيل. ويجوز افتراض أن وزراء معسكر اليمين سينتهزون هذه الفرصة مجدداً ليسارعوا إلى اقتراح أوسع تفسير ممكن لتعبير "التماهي مع أفكار داعش".

 

•حسناً فعلت وزيرة العدل تسيبي ليفني عندما أوضحت للوزراء أن الحل للتهديد يكمن في عملية سياسية مع السلطة الفلسطينية وعقد اتفاق سلام معها. وهذا الموقف مناقض لموقف نتنياهو ومعظم أعضاء الائتلاف الحكومي الذين يبذلون كل ما في وسعهم لتجاهل المشكلة الفلسطينية والوسائل السياسية لحلها. فالحكومة التي لم تجد مناسباً حتى الآن أن تردّ على تصريحات موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، الذي قال إنه لا مانع من التفاوض مع إسرائيل [قال: "ليس محرماً شرعاً"]، تستمر في محاولتها المساواة بين حركة "حماس" وتنظيم "داعش"، مما يصعّب مهمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في السير إلى الأمام في عملية السلام. ومخطئٌ رئيس الحكومة الذي أعلن رغبته في أن تكون إسرائيل جزءاً من الائتلاف الدولي والعربي الرامي إلى محاربة التنظيم المتشدد، إذا ما اعتقد أن الخوف العالمي من "داعش" سيدفن الحاجة إلى إجراء مفاوضات سياسية مع الفلسطينيين. إن حل النزاع [الإسرائيلي- الفلسطيني] هو القضية الملتهبة على طاولة إسرائيل، ولا يجب أن ندع نتنياهو يفلت من معالجته.