•بعد سنوات طويلة من العلاقات البعيدة عن الأضواء، خرج إلى العلن التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل وأذربيجان، هذه الدولة الإسلامية الشيعية الغنية التي لها حدود طويلة مشتركة مع إيران.

•نستطيع اليوم أن نتحدث عن هذه الدولة التي تزود إسرائيل بنحو 40% من حاجاتها من النفط، والتي استناداً إلى تقارير أجنبية تشتري عتاداً عسكرياً بمليارات الدولارات إلى جانب مشتريات مدنية بمليارات أخرى. 

•جرى الكشف عن هذا التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل وأذربيجان خلال زيارة وزير الدفاع موشيه يعلون إلى العاصمة باكو بمناسبة إقامة معرض للصناعات الأمنية، هو الأول من نوعه في تاريخ هذه الدولة، ويُسمى ADEX. وما تجدر الإشارة إليه هو أن هذه ليست الزيارة الأولى التي يقوم بها وزير دفاع إسرائيلي إلى أذربيجان، لكنها المرة الأولى التي يجري الحديث عن هكذا زيارة علناً. 

•بدأت العلاقات الخاصة مع أذربيجان قبل وقت قصير من انهيار الاتحاد السوفياتي وتحوله إلى دول مستقلة سنة 1993. يومها اقترح أفرايم سنيه الذي كان عضو كنيست في ذلك الحين، على رئيس الحكومة يستحاق رابين إقامة تحالف استراتيجي مع هذه الدولة، وذهب بتكليف منه للاجتماع مع الرئيس وحقق نجاحاً تخطى التوقعات.

•بعد مرور 20 عاماً على ذلك، فإن زيارة باكو هذا الأسبوع هي بمثابة تجربة مذهلة، فهذه المدينة الغنية يوجد فيها عدد لا يحصى من القصور والمباني الفخمة ذات الطراز الشرقي، وإلى جانبها مراكز تجارية تعرض أفضل الماركات الغربية، مزيج من الشرق والغرب وبقايا تأثير الحقبة السوفياتية.

•تعلن أذربيجان عن علاقاتها مع إسرائيل على الرغم من التعقيد الكبير الذي تشهده علاقاتها الدولية. فهي على علاقة قريبة ومتوترة مع إيران حيث تقطن "أقلية" أذرية تقدر بنحو 30 مليون شخص، وهي على تحالف مع تركيا التي تعادي إسرائيل. وفي مقابل ذلك، هي في مواجهة مع أرمينيا، الدولة المجاورة الأخرى، وعلاقاتها مع روسيا متوترة على الرغم من أن هذا التوتر تراجع في المدة الأخيرة بعد زيارة بوتين لها. وفي الواقع، فإن جميع الدول المحيطة ببحر قزوين تشهد مواجهات اقتصادية حادة على موارد النفط والغاز الموجودة في هذا البحر.

•إن أجنحة الشركات الكبرى الأمنية في إسرائيل مثيرة للإعجاب، وتشارك في المعرض رفائيل [هيئة تطوير الوسائل القتالية] والصناعة الجوية، وإِلبت معراخوت، وشركة آيرونوتيك معراخوت [Areonautic Defence systems] وتاعس [شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية]، ويغطي وجودها على سائر الشركات الأخرى المشاركة في المعرض.

•بالإضافة إلى ذلك، تملك شركة آيرونوتيك الإسرائيلية في باكو مصنعاً للطائرات من دون طيار بمشاركة الحكومة المحلية. وأطلق على المصنع اسم الرئيس المؤسس للجمهورية في أذربيجان الذي هو والد الرئيس الحالي.

•هل من الممكن أن ينهار هذا التحالف مع أذربيجان كما حدث مع دول إسلامية أخرى في الماضي مثل إيران [أيام حكم الشاه]، وتركيا [في ظل حكم أردوغان]؟ 

•إن كل من كان حاضراً في باكو هذا الأسبوع كان متأكداً من أن هذا التحالف أقوى من التحالفات السابقة، وأنه لا وجود في الشارع في باكو لأي عداء لإسرائيل، وأنه خلال عملية "الجرف الصامد" لم يتأثر هذا التحالف أبداً.