استمرار الجمود في إعادة إعمار غزة سيؤدي إلى تجدّد إطلاق النار أواخر هذا الشهر
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•تحدثت تقارير نشرتها صحيفة "القدس العربي" عن وساطة يقوم بها وفد مصري رفيع بين رام الله والقدس. ولسنا بحاجة إلى جهد كبير لمعرفة ما يفعله المصريون. إنهم يحاولون ردم الثغرات بين مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية و"حماس" من أجل منع اشتعال النار من جديد في قطاع غزة. وحتى الآن يبدو كبح خطر تجدد العنف في نهاية الشهر الحالي ممكناً، لكن الجمود المطلق في مساعي إعادة إعمار القطاع والصعوبة التي تلاقيها "حماس" في تقديم إنجاز حقيقي واحد نتيجة هذه الحرب، يزيدان بصورة خاصة من خطر تجدد إطلاق النار.

•استناداً إلى اتفاق وقف النار الذي فرضته مصر في نهاية آب/أغسطس، فمن المنتظر أن تستأنف المفاوضات بين الطرفين بحدود25 أيلول/سبتمبر الجاري من أجل التوصل إلى اتفاق بعيد الأمد. لكن في الفترة الأخيرة صدرت "حماس" رسائل متناقضة، وتتحدث التحذيرات المنسوبة إلى الجناح العسكري للحركة عن العودة إلى القتال إذا لم تلبّ المطالب التي طرحتها "حماس"، بينما يبدو موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، أكثر تحفظاً وقال إنه ينبغي أولاً فحص إمكانية إحراز تقدم في المفاوضات.

•ووفق ما ورد في تقرير نشرته "هآرتس"، تقترح أطراف في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على القيادة السياسية أن تكون أكثر سخاء في تقديم التسهيلات إلى غزة، واعتبار بدء ترميم الأضرار في القطاع أمراً ضرورياً من أجل منع تجدد إطلاق النار. ويجري الحديث في الجيش الإسرائيلي وفي مكتب منسق الأنشطة في المناطق عن تسهيلات جديدة للحركة على المعابر، وتوسيع منطقة الصيد البحري وخطوات أخرى.

•وفي الواقع، فإن رئيس الحكومة ووزير الدفاع يدركان ضرورة مثل هذه الخطوات. ولكن يبرز هنا مرة أخرى الفخ السياسي، فهذه الخطوات الإضافية قد تصورها "حماس" كأنها تنازلات فرضتها على إسرائيل بالقوة، وذلك من أجل تبرير امتناعها عن مواصلة القتال أمام أعضائها. ومن جهة أخرى يتخوف نتنياهو ويعلون من الظهور كأنهما رضخا لضغوط "حماس" في ظل الانتقادات من ناحية الداخل الإسرائيلي ولا سيما من اليمين.

•حالياً يسود جدل داخل إسرائيل بشأن النيات المباشرة للغزاويين، فقد زعم مصدر سياسي رفيع هذا الأسبوع في حديث مع الصحافيين أن "حماس" استأنفت حفر الأنفاق وإنتاج الصواريخ بعد وقت قصير من وقف إطلاق النار، لكن مصادر أمنية كذبت ذلك بقوة. ويبدو هذا اشتباكاً جديداً بين وزيرالدفاع يعلون ووزير الخارجية ليبرمان اللذين برز الخلاف بينهما خلال الحرب على القطاع.

•في هذه الأثناء ما يزال مشروع إعادة إعمار غزة متوقفاً، فالسلطة الفلسطينية تتحدث عن أرقام خيالية من أجل ترميم الأضرار في القطاع. وحتى الآن، فإن الجهة الوحيدة التي تقدم المساعدة لغزة هي وكالة الأونروا التابعة للأمم المتحدة التي تبذل مساعي جبارة لمساعدة مئات آلاف الغزاويين الذين أصبحوا من دون مأوى. ولكن بناء منازل جديدة يستغرق الكثير من الوقت. وبهذه الوتيرة، من المتوقع أن تبقى الخيم الموقتة التي يسكنها اللاجئون الجدد من القطاع خلال فصل الشتاء.

•إن حل هذه التعقيدات هي إلى حد بعيد في يد السلطة الفلسطينية ومصر اللتين تصران على الوجود المكثف للأجهزة الأمنية التابعة للضفة على معبر رفح في غزة، وعلى وضع عناصر في الجانب الفلسطيني من ممر فيلادلفي على الحدود المصرية في رفح، والعودة إلى خط المواقع في الحدود مع إسرائيل. وعلى الأرجح، يدرك رئيس السلطة الفلسطينية حجم التحدي، وأن مثل هذه الخطوة ستنطوي على مواجهات مع "حماس". 

•في هذه الأثناء يتمسك أبو مازن بخط متصلب وقد عاد في الأيام الأخيرة إلى ترديد شعار "سلطة واحدة، سلاح موحد"، أي خضوع أعضاء "حماس" لأجهزته الموجودة في القطاع.