أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي يقوم الجيش الإسرائيلي بشنها في قطاع غزة منذ 8 تموز/ يوليو الفائت ستستمر إلى أن تحقق أهدافها، وأشار إلى أنه منذ أول يوم لهذه العملية قال إنها قد تستغرق وقتاً طويلاً، مشدّداً على أن إسرائيل مستعدّة لاستمرار المعركة إلى ما بعد بدء العام الدراسي الجديد [في الفاتح من أيلول/ سبتمبر المقبل].
وجاءت أقوال نتنياهو هذه في سياق تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، أكد فيها أيضاً أن حركة "حماس" تدفع الآن ثمناً باهظاً من جراء الجرائم التي ترتكبها بحق السكان المدنيين الإسرائيليين وستستمر في دفع هذا الثمن.
وناشد رئيس الحكومة سكان غزة الجلاء فوراً عن جميع الأماكن التي تستخدمها "حماس" لممارسة نشاطات "إرهابية"، وأكد أن أي مكان كهذا سيعتبر هدفاً بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي، وأن إسرائيل أثبتت خلال الأيام الأخيرة أنه لن تكون هناك حصانة لمن يطلق النار على المواطنين الإسرائيليين، وأن هذا الأمر يسري على جميع الجبهات وعلى كل الحدود.
وقال نتنياهو إن الحكومة الإسرائيلية مصممة على استكمال المهمة التي جرى شن عملية "الجرف الصامد" من أجل تحقيقها، وفي الوقت عينه لديها القدرة على التحلّي بالصبر.
وخاطب سكان المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة قائلاً: "إنني أقدّر صمودكم ومعاناتكم وأشارككم آلامكم. وسنفعل كل شيء كي نساعدكم على تجاوز هذه الأيام الصعبة. وفي الاجتماع المقبل للحكومة سنصادق على رزمة فريدة من نوعها من المساعدات التي ستقدّم إلى مستوطناتكم. نحن معكم وسنبقى معكم حتى إعادة الهدوء وبعد ذلك أيضاً".
وأضاف نتنياهو: "لقد أطلقنا عملية الجرف الصامد كي نعيد إلى سكان المنطقة الجنوبية وجميع المواطنين الإسرائيليين الهدوء والأمن ولن نستكمل المهمة والعملية قبل أن يتم تحقيق هذه الغاية. كلما نكون أكثر تصميماً وأكثر صبراً، سيفهم أعداؤنا أنهم لن ينجحوا في استنزافنا. وبموازاة قيامنا باستنزافهم يتم أيضاً سحقهم، وأعتقد أن كل من شاهد الأحداث على الأرض في الأيام الأخيرة رأى مغزى هذا التعبير. إن الجيش الإسرائيلي مستمر في تسديد ضربات تزداد حدتها وقوتها إلى حماس وسائر المنظمات الإرهابية العاملة في قطاع غزة وسيواصل ذلك حتى تحقيق المهمة بصورة كاملة".
وقال نتنياهو إن الصراع الذي تخوضه إسرائيل في الوقت الحالي يجعلها جزءاً من جبهة واسعة النطاق، نظراً إلى أن دولاً كثيرة في المنطقة وفي الغرب باتت تفهم أن هذه هي الجبهة عينها التي يتعيّن عليها أن تخوض صراعاً فيها لكون "حماس" هي "داعش" و"داعش" هي "حماس".
وأشار إلى أن هاتين المنظمتين تعملان بنفس الطريقة، فهما فرعان لنفس الشجرة المسمومة، وحركتان "إرهابيتان" إسلاميتان متطرفتان تخطفان وتقتلان الأبرياء وتعدمان مواطنيهما ولا تترددان في استخدام أي وسيلة بما فيها القتل المتعمد للأطفال، وتعملان من أجل إقامة خلافة إسلامية على مناطق واسعة مع ارتكاب مجازر بحق الأقليات ومن دون احترام حقوق الإنسان لأي أحد بمن في ذلك النساء والرجال والأطفال والمسيحيون. وأكد أن إسرائيل ستواصل الوقوف إلى جانب العالم المتحضر في كفاحه ضد الإسلام المتطرّف والعنيف.
من ناحية أخرى، قال بيان صادر عن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية إن نتنياهو تحادث هاتفياً الليلة قبل الماضية مع السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون وقال له إن "حماس" خرقت الأسبوع الفائت مرة أخرى التهدئة وإنها تتحمل المسؤولية عن التصعيد الذي حصل. وأشار إلى أن هذه هي المرة الـ11 التي تخرق "حماس" وقفا لإطلاق النار مؤكداً أنها خرقت حتى الآن جميع الهدنات بينما قامت إسرائيل باحترامها جميعاً.
وأضاف رئيس الحكومة أن "حماس" تختبئ وراء السكان المدنيين في قطاع غزة وتطلق الصواريخ والقذائف على إسرائيل بهدف ارتكاب مجزرة جماعية بحق المواطنين الإسرائيليين، الأمر الذي يشكل جريمة حرب مزدوجة.
وأشار إلى أن "حماس" قتلت أول من أمس (السبت) طفلاً إسرائيلياً في الرابعة من عمره، بينما لا تستهدف إسرائيل المدنيين عمداً وتأسف لأي أذى يلحق بهم من طريق الخطأ، كما تسمح إسرائيل بإدخال مواد غذائية ومساعدات إنسانية إلى أهالي غزة بالرغم من قيام "حماس" بقصف المعبر الذي يتم عبره إدخال هذه السلع.