•يضع خرق وقف إطلاق النار حكومة نتنياهو في مواجهة أول اختبار حقيقي لها بعد وقف القتال في عملية "الجرف الصامد". اعتبرت إسرائيل "حماس" مسؤولة عن إطلاق الصواريخ، حتى لو لم يكن رجالها هم الذين أطلقوها بأنفسهم.
•تُلمح إسرائيل اليوم للفلسطينيين بأنها ترفض إجراء مفاوضات تحت النار، وأنها غير مستعدة للدخول في حرب استنزاف ضد التنظيمات الفلسطينية، فإطلاق الصواريخ الذي حدث بعد ظهر اليوم [الثلاثاء] خرق فاضح للتعهدات التي أعطتها "حماس" والفصائل الفلسطينية الأخرى للمصريين، ولهذا السبب أعادت إسرائيل طاقم مفاوضيها من القاهرة، ويمكننا افتراض أنها لن تعيدهم إلى هناك قبل الحصول على تعهدات وضمانات قوية بأن المفاوضات إذا استؤنفت، فإنها لن تجري تحت أي خروقات جديدة لوقف إطلاق النار.
•تقول مصادر رسمية إسرائيلية إن "إسرائيل لن تحاور تحت النار"، وإن لديها نفساً طويلاً والمناعة النفسية لمواصلة القتال إلى أن تدرك "حماس" والفصائل الفلسطينية الأخرى أنها غير قادرة على التهديد باستئناف إطلاق النار، وأنها ستتضرر من خرق وقف النار أكثر مما ستستفيد منه.
•لقد فاجأ إطلاق النار من غزة الجيش الإسرائيلي ومتخذي القرارات في القدس. وكانت معلومات تحدثت عن عقبات اصطدمت بها المفاوضات في القاهرة بسبب عدم استعداد إسرائيل للتنازل وقبول مطالب "حماس" بشأن موضوعات شكلية وجوهرية تتعلق بالتسوية الصغيرة التي اقترحتها مصر. صحيح أن "حماس" وافقت على مبادئ تسوية تستند إلى وقف إطلاق نار متبادل وتحويل مساعدة إنسانية بأحجام كبيرة إلى القطاع، إلا أنها لم تكن مستعدة للقبول بمطلب إسرائيل بشأن مراقبة رجال أبو مازن والمنظمات الدولية بصورة خاصة لهذه المساعدات.
•وطالبت منظمة خالد مشعل أيضاً بفتح معبر رفح منذ الآن. لكن إسرائيل لم تكن مستعدة للتنازل عن مطالبها الأمنية، كما لم توافق على طلب "حماس" إعلان "رفع الحصار" عن القطاع.
•كانت هذه الصعوبات معروفة منذ الأمس، لكن المصريين اعتقدوا أن في الإمكان التغلب عليها، ولهذا بقي الوفد الإسرائيلي في القاهرة وجرت الموافقة على تمديد وقف إطلاق النار 24 ساعة. وشكل إطلاق الصواريخ مفاجأة لأن المفاوضات لم تكن قد انتهت ولأنه كان يبدو ممكناً التغلب على الصعوبات والتوصل إلى تسوية صغيرة مثلما اقترحت مصر.
•ومنذ اللحظة التي أُطلقت فيها الصواريخ في اتجاه بئر السبع ونتيفوت، طُبّق بشكل تلقائي تقريباً الرد التلقائي العسكري والسياسي الذي قرره رئيس الحكومة بالتشاور مع وزير الدفاع ورئيس الأركان العامة للجيش. فكان الرد العسكري الهجوم فوراً على أهداف في غزة من الجو، والرد السياسي إعادة الوفد من القاهرة.
•وبهذه الطريقة تلمح إسرائيل إلى رفضها التفاوض تحت النار، وأنها لن تقبل الدخول في حرب استنزاف. وسيبذل الجيش الإسرائيلي كل ما في وسعه لمنع وقوع حرب كهذه حتى لو تطلب ذلك الدخول البري إلى القطاع.