•في الأشهر الأخيرة تعرضت إسرائيل للتأنيب من الرئيس أوباما والمتحدثين باسمه بسبب إفشالها مساعي التقدم نحو تسوية مع الفلسطينيين، وفي الفترة الأخيرة بسبب سلوكها خلال حرب الجرف الصامد.
•إن الولايات المتحدة هي الحليف الأساسي لإسرائيل، والجمهور الأميركي والحزبان في الكونغرس [الديمقراطي والجمهوري] من الموالين عموماً لإسرائيل. لذا تتجنب إسرائيل الدخول في مواجهة مع التصريحات الهجومية الصادرة عن البيت الأبيض، وتبذل كل ما في وسعها من أجل تقليص الخلافات في الرأي. وكان من المنتظر من الزعامة اليهودية الأميركية أن تعبر بصورة فاعلة عن رأيها، لكنها على ما يبدو فضلت التزام الصمت.
•حتى مجيء إدارة ريغن، وباستثناء ولاية كارتر، أثبت الرؤساء الديمقراطيون أنهم أكثر تأييداً لإسرائيل من الرؤساء الجمهوريين. وقد أرضى هذا التوجه أغلبية اليهود الذين تحول دعمهم للحزب الديمقراطي إلى جزء من هويتهم. لكن الوضع اليوم تغير بصورة جذرية في ظل تراجع التأييد لإسرائيل في صفوف الحزب الديمقراطي.
•فقد فاجأ وزير الخارجية الأميركي الإسرائيليين عندما طالب باستبدال الوساطة المصرية بوساطة قطر وتركيا اللتين تدعمان "حماس". ومثل هذه الخطوة لو لم تحبط، لكانت نتائجها مدمرة على إسرائيل.
•لقد نددت وزارة الخارجية الأميركية بإسرائيل بسبب سقوط ضحايا مدنيين، لكن الرئيس أوباما اعتبر آلاف الصواريخ التي أطلقتها "حماس" على إسرائيل عملاً "غير مسؤول" وطالب إسرائيل برفع الحصار عن غزة من دون التطرق إلى المطالب الأمنية. وللأسف الشديد، فإن تنديد أوباما شجع العالم على شيطنة إسرائيل وشجع "حماس" على اعتقاد أن استمرار الحرب وسقوط المدنيين سيؤديان في النهاية إلى تدخل دولي يجبر إسرائيل على الموافقة على مطالبها.
•في هذه الأثناء، لم نسمع أي انتقاد لسياسة الإدارة الأميركية من جانب الإيباك، ومؤتمر الرؤساء، واللجنة اليهودية – الأميركية، ومن جانب ADL [اللجنة اليهودية ضد التشهير]. ومما لا شك فيه أن الزعامات اليهودية – الأميركية ليست لامبالية حيال الأحداث، لكنها على ما يبدو رأت أن المواجهة مع الرئيس ستزيد حدة الاستقطاب، إلى جانب تخوفها من أن تؤدي الانتقادات للبيت الأبيض إلى تخلي بعض المشرعين الديمقراطيين عنها لصالح رئيسهم.
•هناك من يتخوف من أن يشعر أوباما بعد انتخابات الكونغرس في تشرين الثاني/نوفمبر بأنه قادر على التصرف بحرية وأن يفعل ما يشاء حتى نهاية ولايته. لذا تقرر أنه من الأسلم التركيز على الديبلوماسية الهادئة وتعزيز العلاقات مع الكونغرس. ويجب الاعتراف بأن الحدود بين الديبلوماسية الهادئة والعمل العام معقدة.
•لقد فشلت الزعامات اليهودية- الأميركية في القيام بمهمتها، فغياب رد على تصريحات البيت الأبيض الاستفزازية يبعث رسالة ضعف، ويمكن أن يؤدي إلى تأكل كبير في النفوذ السياسي اليهودي في الولايات المتحدة.