سياسة "حماس" الاحتفاظ بعلاقات مع مصر وقطر وإيران دون تبعية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•من صفات رئيس حكومة السلطة الفلسطينية، إسماعيل هنية، قدرته على قول أشياء مختلفة لمستمعين مختلفين ومواصلة الادعاء بأنه رجل مبادئ. هكذا على سبيل المثال قال، أول من أمس، في طهران إنه لن يعترف أبداً بدولة إسرائيل وإن إيران هي "العمق الإستراتيجي" للفلسطينيين. وكان قبل ذلك ببضعة أيام قد أوضح في لقاء تلفزيوني أن على إسرائيل أن تنسحب إلى حدود 1967. يبقى السؤال: هل تعترف "حماس" بحدود 1967 أم لا؟ وإذا كانت تعترف، فما الفارق بين مواقف هذه الحركة وبين مواقف رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس (أبو مازن)؟

•الحقيقة هي أن علاقة "حماس" كحركة سياسية بإيران، شهدت في تاريخها مداً وجزراً. وعلى سبيل المثال، فإن الزعيم السابق للحركة، أحمد ياسين، انتقد بشدة محاولات طهران الرامية إلى التأثير في سياسة "حماس"، مع أن الحركة تلقت تحت زعامته تبرعات من إيران، مثلما تلقت من السعودية والكويت ودول عربية أخرى.

•لذا يمكن القول إنه فيما بتعلق بإيران لم يتخذ هنية قرارات إستراتيجية جديدة، وبكل تأكيد لم يتخذ قرارات تميّزه عن زعماء "حماس" السابقين. وفي موازاة ذلك لم يقطع هنية ولا خالد مشعل العلاقات الخاصة القائمة مع مصر أو مع قطر، لأن "حماس" ترى نفسها، قبل أي شيء، حركة قومية مقاتلة تدور معركتها على أرض فلسطين وليس في أي حيّز أيديولوجي بين السنّة والشيعة أو بين إيران والولايات المتحدة. وباعتبارها حركة من هذا القبيل فإن "حماس" تحتاج إلى علاقات جيدة مع أي جهة مستعدة لعلاقات كهذه، وخصوصاً الجهات التي يمكنها التأثير في بقاء قيادة الحركة في سورية. وفي الوقت نفسه، فإن "حماس" تحافظ على وقف إطلاق النار مع إسرائيل وتقترح شروطاً لاتفاق وقف إطلاق نار طويل المدى. وهذا يبدو، في ظاهر الأمر، تناقضاً، لكنه في الواقع سياسة.