قال سفير إسرائيل الأسبق لدى الولايات المتحدة، الدكتور دوري غولد، معقباً على التأثير المحتمل لتقرير بيكر- هاملتون، إن على إسرائيل أن "تستعد لواقع جديد كليةً". وعلى حد قوله، "يؤشر تقرير بيكر- هاملتون إلى اتجاه يكتسب زخماً متزايداً لدى الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة. وهذه مقاربة تؤيد الانسحاب الأميركي من العراق. وخلال عامين، سيكون الوجود الأميركي في العراق مقلصاً إلى أدنى حد. الأمر الثاني، والأهم، فإن استعداد كاتب التقرير، في حد ذاته، لبدء حوار مع إيران أو مع سورية يشكل تطوراً مقلقاً. إنه تطور يستدعي القلق لأن الولايات المتحدة لا تضع شروطاً مسبقة على هذا الحوار، ولا تتطرق إلى المشروع النووي الإيراني الذي يتواصل تطويره. إن توصية التقرير هذه، أي بدء حوار مع سورية وإيران على الرغم من أنهما المسؤولتان عن عدم الاستقرار المتنامي في العراق، سيشجعهما على المضي قدماً في هذه السياسة".
وأضاف غولد: إن هذا الأمر يبرهن على أن إسرائيل "لم تنجح في تمرير رسالة واضحة إلى النخب في الولايات المتحدة فيما يتعلق بالخطر الإيراني. كيف يمكن للولايات المتحدة أن تعتبر إيران عاملاً مؤثراً في استقرار العراق في الوقت الذي ترسل إيران الأموال والأسلحة إلى العناصر الإرهابية في العراق ولبنان؟"
وحول ما يجب على إسرائيل أن تستعد له في أعقاب التقرير، قال غولد: "على المدى القصير، سيحاول الأميركيون تجديد عملية السلام كجزء من استراتيجيا إقليمية شاملة.... هل ستطلب الولايات المتحدة من سورية وقف دعمها للإرهاب؟ وهل ستجر إسرائيل إلى مفاوضات مع جهات ليست على استعداد حتى للاعتراف بها؟ هل ستسلم الولايات المتحدة بالبرنامج النووي الإيراني؟"
دلالة ذلك، كما يقول غولد، أن "على إسرائيل أن تضع في اعتبارها تعاظم النفوذ الإيراني، ليس في سورية فحسب وإنما في العراق أيضاً وفي كل مكان يوجد فيه سكان شيعة يتجندون لمصلحة إيران".
ورأى اللواء احتياط غيورا آيلاند، الذي شغل سابقاً منصب رئيس مجلس الأمن القومي: "إن التقرير، إذا نظرنا إليه من الزاوية الإسرائيلية، يريد أن يرى نهاية للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني". ومع ذلك، كما يقول آيلاند، فإن الرئيس بوش واقع بين المطرقة والسندان، ولا يريد عمل شيء يبدو كأنه خضوع للإرهاب. ويرى آيلاند "إن الولايات المتحدة لا تريد الضغط على إسرائيل بما يتعدى حدوداً معينة". وتوقع آيلاند أن يولي الرئيس بوش وزناً أكبر للجزء الأول من التقرير ـ تسريع حل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني. لكن التقرير لن يغير الواقع الإسرائيلي من الناحية الاستراتيجية.