بتسرع قرار حرب لبنان وسطحيته كان قرار أولمرت التسوية الدائمة مع الفلسطينيين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•التوقيت المفاجئ لخطوة إيهود أولمرت الأخيرة (خطاب "سديه بوكير") يثير عدة تساؤلات. مثلاً، لماذا الآن؟ لأن ذلك قد يساهم في تحسين وضعه السياسي بعد إخفاقات حرب لبنان، في وقت تعج فيه البلد بلجان التحقيق، وفي وقت تعرضت مكانته لهبوط كبير في استطلاعات الرأي، وأصبحت الأغلبية الساحقة من الجمهور خائبة الأمل من قيادته وسلوكه. ولأن استمرار سقوط صواريخ القسّام من شأنه أن يزيد في هبوط شعبيته.

•السؤال الثاني هو: هل ما يعمل عليه أولمرت الآن هو المحافظة على بقائه الشخصي؟ الجواب هو نعم. وحقيقة أن الرئيس الأميركي جورج بوش سيكون في الأردن، ولا توجد حتى لحظة كتابة هذه السطور إشارة إلى أنه سيأتي لزيارة قصيرة لدى صديقه العزيز في إسرائيل تضغط على أولمرت لعمل شيء ما. لكن بوش لديه أمور أخرى تقلقه في منطقتنا، وهي كيفية الخروج من العراق، وكيفية تحييد التهديد الإيراني، وأساساً كيفية منع إيران من بناء محور شيعي حولها يمكن أن يشعل المنطقة.

•السؤال الثالث: كيف، وفي أية هيئة اتخذ القرار بوقف إطلاق النار وبدء محادثات مع السلطة (الفلسطينية) بشأن التسوية الدائمة مع وعد بتنازلات إقليمية بعيدة المدى؟ هل اتخذ بالتسرع نفسه والسطحية في التفكير اللذين تميز بهما قرار الحرب على لبنان؟ هل الجيش شريك في القرار، أم أنه شريك جزئياً فقط، كما قال رئيس هيئة الأركان العامة؟ هل أحيطت وزيرة الخارجية ووزير الدفاع علماً بالأمر؟

 

•مبدئياً تعتبر مبادرة أولمرت عملية مباركة. والسؤال هو فيما إذا كانت قابلة للتطبيق، وهل في قدرته تطبيقها؟ النتيجة هي التي ستقرر الجواب.