قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي سيواصل عملية "الجرف الصامد" العسكرية في قطاع غزة إلى أن يتم تحقيق هدفها الرئيسي المتمثل بإعادة الأمن والهدوء إلى المواطنين.
وأضاف نتنياهو في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب مساء أمس (السبت)، أن الجيش سيعيد تموضعه في القطاع وفقاً لحاجات إسرائيل الأمنية بعد انتهاء عمليات تدمير الأنفاق الهجومية، لكنه في الوقت عينه شدّد على أن الجيش سيظل جاهزاً لجميع الاحتمالات.
وقال إنه يفضل التوصل إلى اتفاق يقضي بتثبيت التهدئة سياسياً.
وجدّد التأكيد أن عملية "الجرف الصامد" حققت إنجازات لافتة تتمثل بتدمير الآلاف من الأهداف "الإرهابية" بما في ذلك مقرات قيادة ومواقع إنتاج أسلحة ومناطق إطلاق قذائف صاروخية فضلاً عن قتل المئات من الناشطين "الإرهابيين". وأقرّ بأن العملية معقدة للغاية لكونها تجري في منطقة عمرانية مأهولة بالمدنيين، مشيداً بالأداء الرائع للقوات العسكرية المشتركة فيها وبتفانيها في أداء المهمات الموكلة إليها.
كما كرر تأكيده أن إسرائيل لا تستهدف بأي حال المدنيين غير الضالعين في "الإرهاب" في غزة بل تأسف لأي إصابة يتعرضون لها عن طريق الخطأ.
ولفت رئيس الحكومة أيضاً إلى المنجزات السياسية لهذه العملية العسكرية من خلال حشد دعم المجتمع الدولي لإعادة إعمار غزة وضمان جعلها منطقة منزوعة من السلاح بالإضافة إلى ما وصفه بالعلاقة المميزة التي نشأت بين إسرائيل وبعض دول المنطقة والتي من شأنها أن تفسح المجال أمام احتمالات جديدة.
وأعرب عن ترحيبه بالتصريحات الواضحة وغير القابلة للتأويل الصادرة عن الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير الخارجية الأميركي جون كيري اللذين حمَّلا حركة "حماس" المسؤولية المباشرة عن انتهاك الهدنة الإنسانية، كما أشاد بأقوال أوباما حول حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها إزاء القذائف الصاروخية والأنفاق الهجومية، مشيراً إلى صدور تصريحات مماثلة عن قادة مهمّين آخرين في العالم.
وقال نتنياهو: "ومع ذلك هناك أيضاً أصوات أخرى مغايرة، ولهذه الأصوات أقول ما يلي: إن الإرهاب لا حدود له. إنه يهدد اليوم دولة إسرائيل ثم يهدد غداً دولكم. إننا نقوم بما يجب علينا إزاء العدوان الآثم للمنظمات الإرهابية الذي يستهدف المدنيين والجنود لدينا، لكن ماذا ستفعلون أنتم؟ هل ستقفون إلى جانب إسرائيل وهي دولة ديمقراطية وأخلاقية تعمل من أجل حماية مواطنيها أم تظلون واقفين موقف المتفرج وتتبنون موقفاً متسامحاً مع تنظيم إرهابي قاتل يستهدف شعبنا ويعامل شعبه بقسوة؟".
واتهم رئيس الحكومة قطر بتمويل "الإرهاب" ودعم حركة "حماس" من دون ممارسة الضغوط المطلوبة عليها.
من ناحيته، أكد وزير الدفاع موشيه يعلون خلال المؤتمر الصحافي نفسه أن العملية العسكرية في غزة تستوجب الحنكة السياسية وطول البال. وشدّد على فداحة الثمن الذي دفعته "حماس" خلال العملية، وأكد أن إسرائيل ستواصل ضرب "الإرهاب" بمنتهى القسوة ومن دون تقديم أي تنازلات.