من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•صباح أمس دخلت قوة من لواء المظليين لتمشيط منزل في قرية خزاعة، شرقي مدينة خان يونس. وتحرك قائد الطاقم الملازم باز إلياهو من كيبوتس عفرون على رأس القوة مع رجل اتصالاته، العريف أول لي مات من إيلات، والقنّاص العريف أول شاحر روبين من كيبوتس جينجر. ولدى اقتراب الطاقم من المنزل انفجرت عبوة ناسفة كبيرة نثرت شظايا كروية في اتجاه المظليين فقتل ثلاثة أشخاص من شدة الانفجار، وأصيب سبعة مظليين آخرين من طاقم فرقة مارس 13 وضع أحدهم خطير جداً.
•تعتبر حادثة خزاعة الأقسى في اليوم السادس من الهجوم البري لعملية "الجرف الصامد"، وهي تعكس طبيعة القتال الجاري حالياً في غزة. فالقوات تتقدم ببطء نسبي وتمشط أهدافاً استخباراتية وتفتش عن أنفاق هجومية- وهذا النشاط يعطي حتى الآن نتائج جيدة. ويبذل الفلسطينيون جهداً واضحاً كي يفاجئوا وحدات الجيش في خطوط تماس طويلة من خلال تفجير عبوات وإطلاق صواريخ مضادة للدبابات ونار القناصة. وقُتل في العملية حتى الآن 32 ضابطاً وجندياً وثمة جندي آخر مفقود، أما الخسائر الفلسطينية فتقدر بنحو 700 قتيل نصفهم من المدنيين.
•ومع استمرار القتال لا توجد حتى الآن مؤشرات واضحة على تقدم سياسي حقيقي برغم القطار الجوي من المسؤولين الأجانب الذين يصلون إلى المنطقة. وتراقب إسرائيل الاتصالات التي تجري بين مصر و"حماس". ومما لا شك فيه أن المرونة المصرية في ما يتعلق بفتح معبر رفح كفيلة بأن تكون المفتاح الحقيقي للتوصل إلى وقف النار. وعلى الرغم من أن المجلس الوزاري المصغر وقيادة الجيش لا يقولان هذا صراحة، إلا أنهما يفضلان أن ينتهي القتال الآن. وإذا استسلمت "حماس" للضغوط التي تمارس عليها، ووافقت على وقف نار إنساني طويل تليه مفاوضات، فمن المحتمل ألا تعارض إسرائيل ذلك. وسيسر الجيش الإسرائيلي أن يسمح له بعدة أيام أُخرى كي يمشط ويدمر الأنفاق التي تقع على مقربة من السياج، لكنه لن يمارس ضغطاً على القيادة السياسية لتوسيع الحملة بشكل كبير.
•وإذا كانت هذه المعطيات تشير ظاهرياً إلى احتمال كبير نسبياً لوقف النار، فهناك أمران يعقدان الوضع. الأول يتعلق بالمصاعب السياسية التي يواجهها رئيس الوزراء؛ والثاني يتعلق بنهج "حماس" واعتبارات رئيس جناحها العسكري محمد ضيف.
•حتى هذه اللحظة ما يزال الدعم الجماهيري لسياسة الحكومة ولعمل الجيش الإسرائيلي جارفاً. لكن، في نظر الكثيرين، فإن التوقف الآن معناه التسليم بالتعادل إن لم يكن الخسارة بالنقاط. وهذه مشكلة عويصة بالنسبة لنتنياهو، لأنه قد يجد نفسه في الوضع الذي كان فيه أولمرت سنة 2006. أما بالنسبة لضيف، فيبدو أن الرجل يخوض منذ بداية تموز/يوليو معركة عمره، إذ تدير "حماس" كفاحاً لتحرير القطاع من الحصار، وليس من الأكيد أبداَ أنها مستعدة لأن تكتفي بأقل من ذلك برغم الضربات التي تلقتها. ويبدو أن إسرائيل لم تستوعب في الوقت المناسب الانعطافة التي قامت بها "حماس"، ووجدت نفسها أمام مفاجأة استراتيجية في قضية الأنفاق الهجومية. وحتى لو توصلت إسرائيل إلى استنتاج أنه ينبغي إنهاء المواجهة العسكرية بأقصى سرعة ممكنة، فيجب أن تكون مستعدة لاحتمال أن تختار قيادة "حماس" مواصلة القتال برغم الثمن الذي تدفعه. وفي مثل هذه الحال، يتعين على الجيش الإسرائيلي، على الرغم من المخاطر والخسائر، أن يكون جاهزاً لخطوة حاسمة حتى لو كان يفضل ألا يستخدمها.
•في ميزان إنجازات الجيش يمكن تسجيل كشف العديد من الأنفاق، وتوجيه ضربة من خلالها إلى مشروع كلّف "حماس" كثيراً. ويجب ألا نتجاهل الضربة التي وجهت إلى العديد من أعضاء "حماس" وقيادات الحركة ووسائلها القتالية.
•أما من ناحية دفاع إسرائيل عن مواطنيها، فإن المزج بين "القبة الحديدية" والمستوى العالي من روح المسؤولية التي أبداها المواطنون، أدى إلى الحد من الخسائر في الأرواح برغم إطلاق أكثر من 2000 صاروخ. وجميع هذه الأمور يفترض أن تعزز الردع في مواجهة "حماس".