قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية- الأمنية تكثيف الرد الإسرائيلي على الاعتداءات الصاروخية التي تقوم بها حركة "حماس" وسائر الفصائل الفلسطينية من قطاع غزة ضد المناطق الجنوبية.
وقالت مصادر سياسية رفيعة في القدس لصحيفة "يسرائيل هيوم" أمس (الاثنين) إن المجلس الوزاري المصغّر أوعز إلى قيادة الجيش الإسرائيلي بأن تستكمل الاستعدادات اللازمة لتوسيع رقعة العمليات العسكرية في القطاع بدءاً من اليوم (الثلاثاء).
وأضافت هذه المصادر نفسها أن الضربات التي ستوجه إلى أهداف "حماس" ستكون مؤلمة وتتصاعد يوماً بعد يوم إلى أن يتضح لقادة هذه الحركة أن مصلحتهم تتمثل بوقف إطلاق النار.
وكشفت المصادر النقاب عن أن الاستخبارات المصرية تقوم بنقل رسائل بين إسرائيل و"حماس" في مسعى لتهدئة الأوضاع لكن يبدو أن هناك خلافات داخلية بين القيادتين السياسية والميدانية للحركة. وأشارت إلى أنه تكوّن لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أول من أمس (الأحد) انطباع بأن "حماس" تتجه نحو وقف إطلاق النار غير أن وقائع أمس جعلت الأمور تنقلب رأساً على عقب. وفي غضون ذلك قامت الحركة بتشديد شروطها لوقف إطلاق النار، وهي تطالب في الوقت الحالي بإطلاق نوابها الذين اعتقلتهم إسرائيل خلال الحملة العسكرية الأخيرة في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] إلى جانب الأسرى الذين أعيد اعتقالهم مؤخراً. كما تطالب الحركة بوقف عمليات الاغتيال الموضعية والغارات الجوية وتطبيق التفاهمات التي تم التوصل إليها بعد عملية "عمود سحاب" العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012.
واستمرت أمس والليلة الماضية عمليات إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من القطاع باتجاه المنطقة الجنوبية ولا سيما باتجاه المجالس الإقليمية أشكول وسدوت نيغف وشاعر هنيغف وحوف أشكلون. كما أصابت قذيفة صاروخية مبنى مهجوراً في المجلس الإقليمي يوءاف من دون أن تتسبب بوقوع إصابات بشرية.
وبلغ عدد الصواريخ والقذائف التي تعرضت لها المنطقة الجنوبية أمس أكثر من 80 صاروخاً وقذيفة. وتمكنت منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ من اعتراض 12 قذيفة صاروخية على الأقل.
وقال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إنه في إثر ذلك قامت طائرات سلاح الجو بشن غارات على عدة مواقع في شمال قطاع غزة.
وأشار البيان إلى أن الجيش الإسرائيلي قام بتوزيع مناشير تحذر سكان القطاع من أن الأنفاق التي يجري حفرها بالقرب من بيوتهم تعرّض حياتهم للخطر. كما حثّت المناشير السكان على إبلاغ إسرائيل بوجود هذه الأنفاق عبر الهاتف أو عبر البريد الإلكتروني.
وقال مصدر أمني إسرائيلي رفيع إن حركة "حماس" أعطت الضوء الأخضر لسائر الفصائل في القطاع بإطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية وبإمكانها كبح ممارسات هذه الفصائل إذا أرادت. وفي الوقت عينه أكد المصدر نفسه أن "حماس" تواجه ضائقة استراتيجية وهي تبعث برسائل فحواها أنها لا تريد تصعيد الأوضاع.
على صعيد آخر، أكد مصدر عسكري إسرائيلي رفيع أن الجيش الإسرائيلي اتخذ جميع الإجراءات لمواجهة احتمال تصعيد الوضع في قطاع غزة وتكثيف الرد العسكري على اعتداءات "حماس" في ظل فشل المساعي الدبلوماسية لإعادة الهدوء إلى المنطقة. وأشار هذا المصدر إلى أن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الجنرال بني غانتس عقد مساء أمس اجتماعاً لتقييم الموقف طالب في ختامه حكومة "حماس" بوقف إطلاق النار دون قيد أو شرط.
وأفاد المصدر أن الجيش قام باستدعاء نحو 1500 من جنود تشكيلات الاحتياط تحسباً لتصاعد الوضع.