على الحكومة ألا تفقد السيطرة على الشارع
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•النقاشات الليلية للمجلس الوزاري السياسي- الأمني بشأن الرد المطلوب ضد "حماس"، قد تعطي الانطباع بأن رئيس الحكومة يدير عملية اتخاذ قرارات متزنة ورصينة ومهنية. لكن ثمة ثغرة كبيرة بين إدارة نقاش والسيطرة على الأحداث. 

•فبعد مرور بضع ساعات على تشييع إيلات يفراح وجيل- عاد شاعر ونفتالي فرنكل، تلقت الشرطة تقريراً عن خطف شاب عربي من حي شعفاط. وبعد وقت قصير اكتشفت جثة الشاب في غابات القدس. وثمة شك في أن الخطف والقتل هما من تنفيذ يهود انتقاماً لمقتل الشبان اليهود الثلاثة. نأمل ألا يكون هذا الشك صحيحاً، لكن استناداً إلى شهادات مواطنين، فقد سبق حادثة الخطف هذه محاولة فاشلة لخطف وخنق طفل فلسطيني في السابعة من عمره.

•إلى جانب هذا الحادث الخطير، خرجت جموع يهودية غاضبة تتماهى مع اليمين إلى شوارع القدس وبدأت بمطادرة العرب، وهاجم بعض البلطجية المارة من العرب وحاولوا الوصول إلى سوق محنيه يهودا. وسارعت الشرطة إلى منع الدخول إلى السوق وأوقفت حركة القطار إلى منطقة بيت حنينا، لكن يبدو أن هذا بداية حملة انتقام فردية خطيرة.

•إن البلطجية وأنصار اليمين الذين يأخذون على عاتقهم مهمة "معاقبة" العرب يستخفون بالجهد المبذول من أجل شن حرب مركزة ضد النشطاء الإرهابيين، ويهينون عائلات المختطفين الإسرائيليين الذين قُتلوا، والجمهور الذي يشاركهم حزنهم. لكن الخوف الأكبر هو أن تفرض هذه العصابات هذا الجو على الحكومة وتدفعها إلى اتخاذ خطوات استعراضية متشددة من أجل إرضاء الرغبة في الانتقام، مما سيقصر الطريق نحو تدهور عنيف وشامل وفقدان مطلق للسيطرة.

•بالأمس، عندما قارن رئيس الحكومة بين اليهود والعرب قال: "ثمة ثغرة أخلاقية كبيرة وعميقة تفرق بيننا وبين أعدائنا، فهم يقدسون الموت ونحن نقدس الحياة؛ هم يقدسون القسوة ونحن نقدس الرحمة". لكن إذا تبين أن يهوداً هم الذين قاموا بخطف شاب عربي وقتله، فإن هذا معناه انهيار هذه المقارنة العامة الكاذبة. وإذا كان نتنياهو يؤمن بها فعلاً، فإنه يتعين عليه أن يثبت ذلك بالأعمال. 

 

•لذا، يجب أن يجري التحقيق في حادثة الخطف والقتل في شعفاط بسرعة وفاعلية وشفافية. كما أنه يجب إلقاء القبض على بلطجية "شارة الثمن" ومحاكمتهم، وكذلك "صيادي العرب" في القدس. هذه هي الوسيلة الوحيدة لكبح شغب الشوارع.