الأردن في مواجهة الخطر من العراق
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•"الخطر يقترب منا وقد أصبح استراتيجياً"، بهذه الكلمات وصف المعلق الأردني عُريب الرنتاوي على مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الإنترنت، الخوف من تقدم الإرهابيين من سورية والعراق نحو الدول المجاورة وبصورة خاصة الأردن. فالإرهابيون يشجعهم نجاحهم في الاحتلال السريع لمدن العراق وتقدمهم نحو العاصمة بغداد، ويسعون اليوم إلى تحقيق مشروع واسع هو إقامة الخلافة الإسلامية وفق نظرية أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام). واستناداً إلى التقارير، فقد طلب البغدادي من أنصاره التقدم نحو دول أخرى في المنطقة بينها لبنان والأردن وقطاع غزة وسيناء.

•واستناداً إلى تقديرات استخباراتية، فإن الأردن على رأس قائمة أهداف البغدادي وهو الهدف المقبل لداعش. فقد أعلن أنصار هذا التنظيم أن الملك الأردني عبد الله الثاني كافر وأنه يستحق الموت. وفي سعيهم للنجاح في حربهم ضد الحكم الأردني يستند هؤلاء إلى وجود إسلامي منذ أكثر من عقد في الأردن، صغير لكنه ناشط جداً. وقد واصل مؤيدو الإرهابي الأردني المشهور أبو مصعب الزرقاوي مؤسس داعش، تحركهم ضد النظام الأردني بعد موت زعيمهم وأنشأوا خلايا إرهاب تابعة للقاعدة تمكنت الاستخبارات الأردنية من كشف معظمها. لكن في تقدير جهات استخباراتية غربية، فإنه لا تزال هناك خلايا نائمة في المملكة قد تنشط في اللحظة التي يبدأ فيها هجوم داعش على الأردن (على الرغم من أن الصلة الرسمية بين داعش والقاعدة قد انقطعت في مطلع هذه السنة). 

•وإلى جانب الوجود الإسلامي الكثيف في المملكة، فالحدود المشتركة بين العراق وسورية مع الأردن من شأنها تسهيل تسلل الإرهابيين إلى تخوم المملكة الأردنية.

•وعلى الرغم من تصدي الأردنيين في الماضي بصورة جيدة للإرهاب الفلسطيني والإسلامي الذي حاول إسقاط السلطة الهاشمية، إلا أن التغييرات في الشرق الأوسط منذ بداية "الربيع العربي"، وعدم الاستقرار السياسي، وصعود حركات إسلامية وسلفية في المنطقة، من شأنه أن يصعّب على الأردنيين عملية التصدي لهجوم إرهابي متوقع ضدهم. لكن على الرغم من ذلك، فالأردن ليس العراق، واحتمال أن يحتل تنظيم داعش مدناً أردنية مثلما فعل في العراق ضئيل، لأن قوات الأمن الأردنية أكثر تنظيماً وتدريباً وقوة من قوات العراق، وكذلك قدرة الاستخبارات. كما أن الشعب الأردني الذي عانى سابقاً من الإرهاب الإسلامي، هو اليوم أقل تسامحاً حيال الحركات السلفية، وسيكون من الصعب على الحركات المؤيدة للقاعدة أن تحظى بتأييد شعبي مثلما حدث في العراق.

 

•إن رفع حالة التأهب الأردني، وزيادة القوات على طول الحدود، والرد العسكري المباشر على أي عملية معادية، ورفع مستوى التعاون العسكري والاستخباراتي مع الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل، من شأنه أن يساعد الحكم الأردني على إحباط المؤامرة الإسلامية. وقد أثبتت تجربة الماضي أن في وسع الحكام الأردنيين الدفاع عن وجود المملكة في وجه المخاطر التي تواجهها.