· زيارة كونداليزا رايس السابعة لمنطقتنا، التي تنتهي هذا الصباح، يمكن أن تستقر في الذاكرة باعتبارها المحاولة الأكثر جدية من ناحية إدارة جورج بوش لإقامة تحالف من دول عربية معتدلة إلى جانب إسرائيل، في مقابل محور دول متطرفة بقيادة إيران وبمشاركة سورية وحزب الله.
· الأميركيون كانوا شركاء في سرّ تسخين قناة المحادثات السرية بين إسرائيل والسعودية، التي كشفت "يديعوت أحرونوت" عنها قبل حوالي أسبوعين. ومن شبه المؤكد أن يكون رئيس الحكومة إيهود أولمرت ورايس قد تبادلا أمس الانطباعات حول اللقاء السري الذي جرى قبل عدة أسابيع بين الأول وبين مسؤول رفيع المستوى من المملكة العربية السعودية.
· بحسب معلومات إضافية كشفت عنها مصادر سياسية مطلعة، فإن هذا اللقاء السري كان له عرّابان: الملك الأردني عبد الله الثاني ورئيس جهاز الموساد، مئير دغان. وقد جرى نقل أولمرت قبل عدة أسابيع في ساعات الليل بطائرة هليكوبتر تابعة لسلاح الجو إلى عمان. ووصل معه إلى القصر الملكي الأردني رئيس الموساد، دغان ورئيس طاقمه، يورام طوربوفيتش والسكرتير العسكري، الجنرال غادي شيمني... وتم اللقاء مع المسؤول السعودي في إطار عشاء متأخر في قصر الملك عبد الله واستمر عدة ساعات. القضية الرئيسية التي بحثها المشاركون ارتبطت بالتهديدات التي تشكلها إيران في محاولاتها التزوّد بسلاح نووي ونشر إرهاب شيعي في المنطقة. وخلال المحادثات توصل أولمرت ومضيفوه إلى تفاهم يقضي بأنه يجب مواصلة التعاون الاستخباراتي السرّي من أجل التصدي للتهديدات الإيرانية.
· أولمرت قال أيضاً إنه ما دامت حكومة حماس تتولى مسؤولية إدارة الأمور في السلطة الفلسطينية فإنه لا يمكن التقدم إلى أمام وتحقيق اختراق في المفاوضات. وقد أعرب الملك الأردني عن موافقته على ذلك.
· تجدر الإشارة إلى أنه في فترة ترؤس مئير دغان لجهاز الموساد توطدت، بصورة كبيرة، الصلات بين إسرائيل وبعض الدول العربية في المنطقة، وفي طليعتها السعودية... لا نعرف ما هي الهدايا التي تم تبادلها بين أولمرت والمسؤول السعودي، لكن بحسب ما تقوله مصادر سياسية رفيعة المستوى فإن رئيس الحكومة عاد إلى البلاد قبل الصباح وهو متشجع جداً من نتائج اللقاء.