· حكاية المفاوضات السرية بين إسرائيل والسعودية، التي نشرت أخبار عنها قبل أسبوعين، وما أعقبها من إنكارات وتنصلات، تنطوي على رسالة لكل من في رأسه عينان ـ ما دمنا نفتقر إلى النجاح في تغيير الوضع، وما دامت إسرائيل غير قادرة على إدارة دبلوماسية سرية تماماً، فليس لدينا احتمال لأن نتوصل إلى اختراق سياسي مع أي من جيراننا العرب. وحذار من أن نعلق آمالاً على لقاء سيعقده ـ إن شاء الله في بحر السنة العبرية الحالية ـ رئيس الحكومة مع رئيس السلطة الفلسطينية. يمكن أن يحقّق مثل هذا اللقاء اختراقاً فقط إذا تم الإعداد له كما يجب من خلال محادثات سرية تتضمن "أخذاً وعطاء" متبادلين. وهذا ما ينسحب أيضًا على احتمالات المفاوضات مع دمشق وبيروت وحتى ـ ربما ـ مع طهران.
· ما حصل بالنسبة للقاءات مع القيادة السعودية هو خطير جداً مهما كان السبب في حصول الترتيبات: فإذا كان ما نشر تسريباً مقصوداً فإننا بذلك نكون مررنا رسالة للقيادة السعودية، وليس لها فقط، فحواها أن إسرائيل لا ترغب في الوصول إلى اتفاق. وهي تتخذ مبادرات وخطوات فقط كي لا تتهم بانعدام الرغبة في إيجاد حل. وإذا كان التسريب غير مقصود فإن الأمر يتطلب فحصاً دقيقاً. ويتوجب على إسرائيل أن تجد الطرق المناسبة لإدارة محادثات سرية دون خوف من التسريب، إذ إن تبعات التسريب أصبحت على المدى البعيد أحد الأخطار الشديدة التي تتهدد إسرائيل.