· يتوجّب على فؤاد السنيورة أن يكون يقظاً وحذراً طوال الوقت. فمن الممكن أن تفجر خلية اغتيال في أية لحظة عبوة ناسفة تحت سيارته، أو أن يتم إنهاء حياته السياسية بمناورة يقوم بها حزب الله أو الجنرال ميشال عون، الذي يطالب الآن بإقامة حكومة وحدة وطنية تؤدي إلى الإطاحة الفورية برئيس الحكومة.
· السنيورة يقرأ بتمعن كل ما ينشر عندنا، لكنه يحرص عن قصد على عدم الردّ على ما يُقال عنه. ومنذ أن دعا رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، السنيورة إلى اتخاذ خطوة شجاعة نحو السلام، فإن اسم إسرائيل لا يرد على شفتيه في سياقات إيجابية. ومرّة في الأسبوع يجد طرقاً للتطرق إلى دعوى تعويضات المليارات التي ينوي رفعها إلى المحكمة الدولية ضد أولمرت وعمير بيرتس ورئيس هيئة الأركان العامة دان حالوتس.... بكلمات أخرى ليس هناك أدنى احتمال لأن يهرب السنيورة إلى مغامرة سياسية، أو أن يقيم اتصالات سريّة من وراء ظهر القصر الرئاسي في دمشق الذي يراقب كل شيء بقلق.
· المنافسة في شأن ترميم لبنان في ذروتها حالياً.... ومقابل نجاعة حزب الله فإن حكومة بيروت تبدو أكثر تلكؤاً... أحد أصدقاء السنيورة يؤكد أن الأخير مستعد للعمل الجاد من أجل ترميم لبنان، لكنه منهمك بالأساس في الأسابيع الأخيرة في اللهاث وراء تجنيد الأموال، والكفاح من أجل بقائه السياسي.
· السنيورة مدين أساساً بتعيينه في منصب رئيس الحكومة للعائلة السعودية المالكة. فبعد أن كان الملياردير الشاب سعد الحريري، زعيم ورئيس حزب المستقبل، متأكداً من أن هذا المنصب بات في جيبه، اعتقدوا في قصر الملك عبد الله أن الحريري الشاب (34 عاماً)، هاوي القمار وعديم التجربة السياسية، لا يناسب هذا المنصب. وقد ضغط عليه الملك ليختار واحداً من ثلاثة أشخاص هم: سليم الحص ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، فاختار الأخير.
· أحد الأصدقاء المقربين من عائلة الحريري قال لنا: "لم يخطر ببالنا قط أن السنيورة إياه، الذي بدا أشبه بموظّف باهت، وتصرّف كرجل أكاديمي يعيش في عوالم أخرى، سيدير لبنان". وفي أقسام الاستخبارات وجهاز الأمن لدينا لم يعيروا السنيورة [قبل توليه رئاسة الحكومة] اهتماماً خاصاً. والمحفوظات الأرشيفية عنه وقتئذ شملت معطيات بيوغرافية فقط، وتركزت أساساً على ولائه المطلق للحريري الأب.
· في أيام الحرب الأولى كان السنيورة متأكداً، مثل الأنظمة في القاهرة وعمان والرياض، أن إسرائيل ستنهي حزب الله حتى آخر مقاتليه وتغتال نصر الله.... لكن الحرب تعقدت... ويوصي أحد المقربين من السنيورة بأن نحاذر، من أجل مصلحتنا، إهانته (مثلما فعلت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني بعد أن بكى في اجتماع وزراء الخارجية العرب)، وبألا نحاول الاقتراب منه زيادة عن اللزوم (مثلما فعل أولمرت)، وبألا نحوّله إلى "أبو مازن اللبناني". كما أن واشنطن أوصت بالابتعاد عن السنيورة، لئلا نجعله يهرب إلى بيته.
حسب جميع المؤشرات فإن السنيورة لا يعرف مكان اختباء (حسن) نصر الله. هل هو مختبئ في سفارة إيران في بيروت؟ أم أنه يتنقل بين منازل متعددة في منطقة درزية؟ ويفضّل السنيورة، بحسب أحد المقربين منه، ألا يعرف.