· حسناً فعل الرئيس المصري الجديد عبدالفتاح السيسي عندما لم يدع بنيامين نتنياهو وشمعون بيرس إلى حفل أدائه القسم الدستوري. فما لم تستقر الأمور في مصر وفي العالم العربي كله، يتعين على إسرائيل أن تبقى بعيدة عن الأنظار على الصعيدين السياسي والإعلامي في القاهرة. يجب أن يحدث ذلك مع الحكم المصري الجديد، وكذلك بالنسبة لجميع علاقاتها مع دول المنطقة التي يتحاور بعضها معنا سراً من تحت الطاولة.
· ويجب أن تستغل إسرائيل الفرصة التي أتاحها الربيع العربي كي تنمي وتحسن علاقاتها مع جيرانها، مع الحرص على أن لا تبدو متماهية مع أي من تلك الدول.
· في الوضع الراهن للأمور، فإن أي علاقة علنية بين القدس وأي نظام أو جهة عربية نريد أن نبني معها أساساً للتفاهم أو التعاون، ستؤدي إلى فشل هذه العملية. ومن المسيء إلينا في الساحة الدولية والإقليمية أن نكون مع طرف ضد طرف آخر في العالم العربي لأنه لا يزال في خضم اضطرابات إقليمية.
· وعلينا ألا ننسى أنه في هذا العالم صديق عدوّي عدوّي، لذا يجب الامتناع عن المسّ بثقة المصريين من خلال إقامة علاقات وثيقة وواضحة مع الحكم العسكري الذي يرأسه السيسي. ويجب ألا ننسى أن مصر يجب أن تحافظ على موقعها كوسيط عادل في ما يتعلق بموضوع غزة، ومدافع عن المصلحة المصرية ضد الجهاديين والسلفيين في سيناء.
· يجب أن تظل مصر عامل استقرار في المنطقة، وهذا من شأنه أن يساعدنا، لأن من مصلحة مصر الحفاظ على اتفاق السلام من أجل مواصلة علاقاتها الجيدة مع الولايات المتحدة والحصول على مساعداتها، وكذلك الأمر في ما يتعلق بالعلاقات مع السعودية. من مصلحة إسرائيل أن يتجاوز النظام المصري الحالي الصعوبات الاقتصادية ويعيد مصر إلى موقع الزعامة في العالم العربي. لذا، يتعين على إسرائيل ألا تفعل ما اقترحه وزير الخارجية بأن تطالب دول عربية بالاعتراف علناً بعلاقاتها الوثيقة مع إسرائيل.
· وفي الواقع، برز في أعقاب الاضطرابات العربية، نوع من مصالح مشتركة غير معلنة بين إسرائيل والأردن والسعودية ومصر. لكن يجب عدم الحديث عن ذلك علناً. لماذا؟ لأنه من الممكن أن يواصل الاقتصاد المصري تدهوره، وحينها سيتوجه غضب الجماهير المصرية نحو إسرائيل، وقد يضطر الجيش المصري إلى التحرك. لذا، فمن الأفضل أن تساعد دولة إسرائيل النظام الجديد في مصر بصمت، وأن يدافع هو في المقابل عن مصالحه التي تخدم إسرائيل بصمت كذلك.
· إن هذا الموضوع يتطلب عقيدة أمنية جديدة لدولة إسرائيل، تلعب فيها الدول الشريكة الصامتة دوراً. وهذا ما اقترحه البروفسور أليكس مينتس في وثيقة مطولة وضعها بالمشاركة مع منتدى خبراء في الأمن والسياسة.
إن الاضطرابات الإقليمية تفرض على إسرائيل إضافة مبادئ جديدة على عقيدتها الأمنية، مثل التعاون الإقليمي.