· في الأسبوع الماضي جرى احتفال رسمي تخليداً لذكرى بنيامين زئيف هرتسل نبي الدولة بحضور رئيس الدولة [شمعون بيرس] ورئيس الحكومة. وشدد بيرس في الخطاب الذي ألقاه على أنه استناداً إلى تعريف هرتسل، فإن دولة إسرائيل هي بمثابة تحقيق حق الشعب اليهودي في تقرير مصيره.
· أمّا ما لم يذكره الرئيس فهو أن هذا الحق الذي عرّفه هرتسل، وافقت عليه عصبة الأمم كلها واعترف به القانون الدولي بوصفه حقاً للشعب اليهودي بالسيادة على إسرائيل كلها وفقاً للقرار الصادر في 24 تموز/يوليو 1922.
· واستناداً إلى هذا القرار، فإن السيادة على جميع الأراضي الواقعة في أرض إسرائيل الغربية هي من حق اليهود فقط. ويسمح القانون الدولي بإعطاء جزء من هذه الأراضي لسيادة أخرى، فقط في حال قبلنا بوصفنا أصحاب هذا الحق، بالتنازل عنها.
· في خطابه، ذكر رئيس الدولة كلاماً مناقضاً لهذا الحق حين قال: "إن فرصة استئناف عملية السلام ما تزال مطروحة ويجب عدم تضييعها. ومجيء جون كيري فرصة لاستئناف السلام وسنساهم جميعاً في نجاحه". وتحذيراً من مغبة رفض رأيه قال بيرس: "إن الدولة الثنائية القومية تتعارض مع نبوءة هرتسل، وهي تهدد الطابع اليهودي والديمقراطي لدولة إسرائيل".
· بيد أن دولة إسرائيل ثنائية القومية منذ أن قرر الأب الروحي لبيرس، دافيد بن- غوريون، تحويلها كذلك، عندما منح المواطنة الإسرائيلية للسكان العرب الموجودين في الأراضي التي احتلتها إسرائيل قبل انتخابات الكنيست الأول في سنة 1949، على الرغم من أن أغلبية هؤلاء كانوا من الأعداء الذي هزمهم جيشنا. ويكفي أن ننظر إلى اللغات الموجودة على أوراق العملة في إسرائيل، لكي ندرك أن إسرائيل اليوم دولة ثنائية القومية.
· لكن على الرغم من ذلك ومن جميع الصعوبات، فإن نسيج الحياة المشتركة بين اليهود والعرب لا يشكل تهديداً للصهيونية، وهذا ما يعرفه كل مواطن إسرائيلي. ومع ذلك يقول رئيس الدولة بيرس إنه إذا لم نتنازل عن حقنا في السيادة على يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، فإننا سنتحول فجأة إلى دولة ثنائية القومية، في حين تناقض الوقائع الديمغرافية هذا الكلام.
· واستناداً إلى أرقام الخبير في الديمغرافيا د. يعقوب بيتلزون، فإنه في الوقت الذي يسجل فيه تراجع للولادات وسط أغلبية شعوب العالم بمن فيهم العرب في إسرائيل والعرب في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وكذلك في غزة، فإن الولادات وسط اليهود العلمانيين في إسرائيل تشهد ارتفاعاً، وهي توازي نسبة الولادات لدى عرب يهودا والسامرة.
· يعيش اليوم في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] 1,5 مليون مواطن عربي بينهم 200 ألف من سكان القدس الشرقية يجري تعدادهم مرتين: مرة كعرب من سكان القدس الشرقية ومرة أخرى كفلسطينيين. وفي الواقع، فإن أقلية لا تتجاوز 2,5 مليون عربي في مواجهة أكثرية تتجاوز 6 ملايين يهودي، لا يمكن أن تشكل خطراً على الصهيونية.