بقاء المستبدّين العرب يعود على إسرائيل بمنافع كثيرة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       من المقرّر أن تبدأ اليوم (الاثنين) عملية انتخاب رئيس جديد لمصر. وعلى ما يبدو، فإن "رجل مصر القوي" المشير عبد الفتاح السيسي سيفوز في تلك الانتخابات، فجميع استطلاعات الرأي العام تمنح المرشح المنافس حمدين صباحي نجاحاً رمزياً فقط، فضلاً عن أن صباحي نفسه سبق أن أعرب عن رغبته في أن يتولى منصباً مهماً في السلطة المصرية المقبلة مثل رئيس الحكومة أو نائب رئيس الجمهورية.

·       وفي الأسبوع المقبل سيحين موعد فوز كاسح آخر في انتخابات الرئاسة السورية. فبعد أن نظم الرئيس بشار الأسد "منافسين" مجهولين له، وسلب بالقوة حق التصويت من ستة ملايين لاجئ هربوا منه، سيكون "رئيساً" لسورية للمرة الثالثة على التوالي. وسيسوّغ ذلك قائلاً إن "هذا هو ما يريده الشعب"، ولن يستطيع أحد أن يلزمه الوفاء بالوعود أو إحداث إصلاحات. والسبب بسيط جداً هو أن الأسد لم يكلّف نفسه حتى الآن عناء طرح أي برنامج سياسي أو خطة اقتصادية، لكونه ليس بحاجة إلى ذلك على الإطلاق.

·       في الأيام الأخيرة شكا كثيرون من الذين تحدثت إليهم في العالم العربي من أن إسرائيل، ومعظمهم يعني رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو، لا تريد سوى طغاة مستبدين في منطقتنا. ودليلهم القاطع على ذلك قيام مبعوثين من إسرائيل بممارسة الضغط على واشنطن من أجل دعم السيسي، وإصرار نتنياهو على عدم التشويش على الأسد في الحرب التي يخوضها ضد المعارضة السورية.

·       وبرأيي فإن هؤلاء على حق، لأن وجود الحكام الطغاة يعود بالكثير من الفوائد علينا. إن نظرة إلى دول العالم العربي الـ22 تمنحنا شعوراً بأن وجود رئيس ذي قبضة حديدية يمسك بزمام الأجهزة الأمنية والجيش أكثر جدوى بالنسبة لنا، وبأن أي مغامرة أخرى باسم حرية التعبير وحقوق الإنسان ستفضي إلى مشكلات لا حصر لها.

·       لقد سبق للمشير السيسي أن رمى ملاحظة تجاه كل من لديهم توقعات منه، تؤكد أن الوقت الحالي ليس وقت الحلم بالديمقراطية، فهو سيبني أولاً وقبل أي شيء الدولة والاقتصاد والاستثمارات والسياحة، وسيصفي الحساب مع الإسلاميين.

·       ومن وجهة نظر إسرائيل، فإن الأمر الأساسي أن السيسي وعد بألا تكون شبه جزيرة سيناء مركزاً للإرهاب الموجه نحو إيلات، وكل ما تبقى من مشكلات يعاني منها 90 مليون مصري فإن ذلك لا يهمنا.

·       إن ثلثي المواطنين في الدول [العربية] المجاورة لنا- مصر وسورية ولبنان والأردن- وفي الدول الأبعد- السعودية والمغرب وتونس والعراق- هم شباب حتى سن الثلاثين، جزء منهم خريجو جامعات، لكن الجزء الأكبر عاطلون عن العمل وخائبو الآمال ممن لا تحسب سلطات تلك الدول حساباً لهم إلا عندما يخرجون للتظاهر ضدها. ولا صلة لإسرائيل بهم لكونها تريد الصلة بالمستبدّين فقط، سواء من فوق الطاولة أو من تحتها.

·       وبناء على ذلك، فإنه باسم مصلحتنا الأنانية الضيقة نصوّت لبشار ونؤيد السيسي، ونحن مستعدون لبذل أقصى الجهد كي تبقى الأسرة الأردنية المالكة، ولا يهمنا أيضاً أن يشوّش [الأمين العام لحزب الله] السيد حسن نصر الله على انتخاب رئيس جديد في لبنان، أو أن يتلقى رئيس الحكومة العراقية المراوغ نوري المالكي أوامر عمل من طهران فقط.