· إخفاقات المستوى العسكري في إدارة الحرب على لبنان، وأخطاء المستوى السياسي الفادحة، تظهر على الملأ ليس فقط من خلال شهادات جنود الاحتياط العائدين من الحرب، بل أيضاً من خلال تصريحات عدد من أعضاء الحكومة الذين يتبادلون الاتهامات فيما بينهم دون أي كابح: الوزير شاؤول موفاز اتهم، في تصريحات لوسائل الإعلام، رئيس الحكومة بالمسؤولية عن اتخاذ قرارات جوهرية كانت خطأ. ووزير الدفاع، عمير بيرتس، أصبح هدفاً لهجوم من كثيرين، بمن فيهم وزراء حزبه، بسبب عدم ملاءمته لمنصبه، وبسبب أدائه المختل.
لقد عافت نفس الجمهور العريض منظر القادة المتنازعين فيما بينهم ويزداد الشك في قلوب الكثيرين حول قدرة هذه الحكومة على تصحيح الأخطاء والتقصيرات وتهيئة الدولة لاختبارات وتحديات جدية تقف أمامها.... ومهما تكن نتائج تحقيقات لجنة فينوغراد فإن هذه الحكومة لم تعد صالحة للحكم لأن ثقة الجمهور بها قد ذابت. وقد سبق أن حصل أمر كهذا. ففي أعقاب حرب يوم الغفران (1973) تشكلت لجنة أغرانات للتحقيق في تقصيرات الحرب، ورغم أن هذه اللجنة ألقت بالمسؤولية عن الإخفاقات على عاتق المستوى العسكري وأعفت المستوى السياسي منها، فإن حكومة غولدا مئير لم تفلح في البقاء في الحكم لفترة طويلة.... والآن، كما في حينه، فإن خيبة الأمل تجتاح الجمهور العريض، وليست هناك مؤشرات تفيد بأن الاحتجاج والانتقاد الشعبي سوف يتوقفان. والحكومة غير المستقرة، التي لا تحظى بثقة الجمهور، لا بد من أن تصل إلى نهايتها قبل أوانها.