· أحد أهداف المعركة على لبنان تمثل في ترميم قوة الردع الإسرائيلي. وهذا الهدف تم إبرازه من قبل الجيش الإسرائيلي، لا من قبل المستوى السياسي. ولا يختلف اثنان حول الحاجة إلى ذلك، حيث أنه في السنوات الأخيرة ازداد تآكل هذه القوة، سواء حيال حزب الله وسورية أو حيال إيران.
· في العام 2000 كان لإسرائيل خيار، هو البقاء في الحزام الأمني في جنوب لبنان، لكن بانسحابها من هذا الحزام الأمني، حملت إسرائيل نفسها عبئاً ردعياً، وقد اضطرت إلى تحذير حزب الله والفلسطينيين في لبنان وسورية، من أنهم إذا استغلوا انكشاف شمال إسرائيل فسيكون رد فعلها قاسياً وحاداً. هذا التهديد وضع على المحك، وفشلت إسرائيل فيه. وقد خلق نمط الرد الإسرائيلي شعوراً لدى حزب الله بوجود فجوة بين تهديداتها وممارساتها.
· لقد أحسنت إسرائيل صنعاً بالعمل على تصحيح الخطأ، وإلحاقها ضربة شديدة بحزب الله.... مقابل ذلك ظهرت تصدعات جديدة في صورة إسرائيل الردعية عقب امتناعها من العمل ضد سورية.... ونتيجة لهذه النتائج المختلطة لا يمكن أن نحكم بعد على كيفية تأثير المعركة في النهاية في صورة قوة الردع العامة.
· العجز الإسرائيلي الردعي الرئيسي ليس قائماً حيال الجبهة اللبنانية/السورية. وإنما هو يتطور حيال إيران، حيث يدور الحديث عن عمليات تنطوي على أخطار محتملة شديدة بالنسبة لإسرائيل. ولا تكاد تسمع أية تصريحات إسرائيلية رادعة حيال تهديدات إيرانية معلنة بالسعي لإبادة إسرائيل. ومن شأن هذا التفكير الإيراني، إذا ما استمر، أن يقود إلى خطأ على شاكلة الخطأ الذي وقع فيه (حسن) نصر الله. لكن في السياق الإيراني ليس في مقدور إسرائيل أن تسمح بأخطاء كهذه.