الإعلام طمس تحركات مناهضي الحرب رغم كثرتهم وأظهر مؤيديها رغم قلتهم
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·      في أيام الحرب والأيام التي تلتها مباشرة أدّت الرغبة في نسبة مشاهدة عالية لمحطات التلفزة، والحاجة إلى زيادة مبيعات الصحف، بمحرري الأخبار في وسائل الإعلام إلى تفضيل ظهور حفنة متظاهرين مؤيدين للحرب على آلاف من المعارضين لها.

هذا ما حصل مع وسائل الإعلام في تغطية ما يسمى بـ "احتجاج أفراد الاحتياط" [الذين خرجوا ضد رفاقهم في السلاح وانتقدوا دعوة هؤلاء إلى إقالة المسؤولين عن الإخفاقات في الحرب]. وكانوا مجرد مجموعة ضئيلة من الأفراد سرعان ما اختفت. لكن وسائل الإعلام نفسها لم تفعل الشيء نفسه بالنسبة لحركة الاحتجاج التي عارضت الحرب.... وعلى ما يبدو فإن السبب وراء ذلك هو أنه على رغم الأعداد الكبيرة للمتظاهرين ضد الحرب فإن الرسالة التي أرادوا تمريرها لم تكن الرسالة "الصحيحة" ولا تتناسب مع المناخ الشعبي في تلك الفترة. ولذا اختفى هؤلاء المتظاهرون كلياً من نشرات الأخبار وحظيت مظاهراتهم بذكر عابر في طرف ناء من أطراف صفحات الجرائد.... الأجندة المناهضة للحرب لم تناسب آنذاك المزاج العام الوطني، ولذا فضّل محررو الأخبار أن ينحّوا حركة الاحتجاج جانباً وأن يحافظوا بتعصب على الإجماع.