الرد القاسي على الاختطاف لم يغيّرالقوانين الصارمة لعملية التفاوض
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      ما يرتسم في الأيام الأخيرة كما لو أنه انطلاقة متجددة، ولو جزئية، في الاتصالات حول صفقة تحرير الجنود المخطوفين الثلاثة، هو عملياً وإلى حد كبير عودة إلى المربّع الأول. في أعقاب الرد العسكري القاسي على عمليتي الاختطاف في لبنان وغزة ادعى الناطقون باسم الحكومة بأن إسرائيل أفلحت في أن تغيّر جذرياً قواعد التعامل في الشرق الأوسط. لكن المفاوضات الشرق أوسطية لا تزال محتفظة بقوانينها الصارمة، ورغم أن اللبنانيين والفلسطينيين ذاقوا في الحرب بطش ذراع إسرائيل القوية فإنهم لم يقتنعوا حتى الآن بإعادة الجنود دون مقابل. ومن أجل تحرير هؤلاء ستضطر إسرائيل، على ما يبدو، للإفراج عن مئات الأسرى إلى لبنان والمناطق.

·      في هذه الأثناء فإن أسماءً لا تعني شيئاً للجمهور الإسرائيلي من شأنها عرقلة التقدم في المسار اللبناني، مثل يحيى سكاف مثلاً، الذي اختفت جثته بعد عملية "الباص الدموي" التي وقعت في آذار/ مارس 1978، ومن غير الواضح إلى الآن أين هي. في جهاز الأمن يعتقدون أن إهمال تسجيل الجثث أدى إلى دفن سكاف في مكان مجهول. وحول هذا الأمر نسج حزب الله وعائلة "المخرب" سيناريو خيالياً لا يزال سكاف بموجبه حيّاً ومسجوناً سراً في سجن إسرائيلي. وقد وعد حسن نصر الله مرات عديدة في خطاباته بأن ينجح في إطلاق سراحه. والآن فإن الجثة الناقصة هي إحدى العقبات في طريق تحرير الجنود.

 

·      مقابل الإصرار الذي يبديه حزب الله بشأن المفقود اللبناني، كفّت إسرائيل منذ فترة عن طلبها العلني بتلقي معلومات عن مفقودي معركة سلطان يعقوب، زخاريا باومل وتسفي فيلدمان ويهودا كاتس، الذين فقدوا في حزيران/ يونيو 1982. وإن استكمال صفقة تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى اللبنانيين تقلل كثيراً من احتمال استيضاح مصير مفقودي سلطان يعقوب.