بعد هجوم بروكسل.. على أوروبا أن تعي حجم خطر الجاليات الإسلامية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

·      يشكل اليهود في بروكسل نحو 0,3% من السكان. وتكفي هذه النسبة المعتدين كي يختاروا بلجيكا كهدف مفضل للإرهاب. إن أول هجوم وقع هناك كان في عيد الفصح سنة 1979 حين هاجم ثلاثة مخربين فلسطينيين مطار بروكسل، أما الهجوم الأخير فهو الذي جرى أول من أمس في المتحف اليهودي وسط بروكسل. وثمة تخوف من أن هذا الهجوم لن يكون الأخير، نظراً إلى أن أوروبا عامة وبلجيكا بصورة خاصة، تحولتا إلى مكان غير آمن بالنسبة إلى اليهود.

·      يتعيّن على بلجيكا ومعها أوروبا كلها، مراجعة نفسها لمعرفة كيف سمحت هذه القارة التي شهدت، قبل 70 عاماً، أبشع فظائع تاريخ البشرية [المحرقة النازية]، للعداء للسامية بالظهور من جديد، سواء تحت اسم الإسلام الراديكالي أو اليمين المتطرف، حيث يجد اليهودي نفسه بين المطرقة والسندان.

·      من الجيد أن إسرائيل موجودة، لكن يبدو أنها هي أيضاً تحولت إلى سبب من أسباب العداء للسامية. فالعداء للصهيوينة يمنح اليوم الشرعية للعداء الحديث للسامية. وليس هذا بالأمر الجديد، فقد تنامت هذه الظاهرة بدءاً من الانتفاضة الثانية خلال السنوات 2000- 2004.

·      إن الهجوم الذي جرى أول من أمس في بروكسل، والاعتداء على شقيقين يهوديين صغيرين في ضاحية من ضواحي  باريس أثناء توجههما إلى صلاة العشاء، يذكراننا من جديد بأن زيارة مؤسسة يهودية- كنيس أو متحف- أمر خطر.

·      في سنة 2013، سُجلت في بلجيكا 88 شكوى على خلفية العداء للسامية، مما يسجل ارتفاعاً بالمقارنة مع سنة 2011 (62 شكوى)، وسنة 2010 (57 شكوى). ويحدث هذا في دولة يبلغ عدد اليهود فيها مجرد 34 ألفاً، ويجب أن نأخذ في الحسبان حوادث كثيرة لم تسجل ضمن الإحصاءات.

·      أما في فرنسا حيث الجالية اليهودية أكبر بكثير، فإن الاعتداءات على اليهود أكثر. فقد شهدت فرنسا سنة 2012 نحو 614 حادثة على خلفية العداء للسامية، في حين جرت في السنة التي سبقتها 389 حادثة. وتشهد فرنسا ارتفاعاً مطرداً في موجة العداء للسامية.

·      في السنوات الأخيرة أصبحت بلجيكا شديدة الانتقاد لإسرائيل. وهي لا تختلف في ذلك عن أغلبية دول الاتحاد الأوروبي التي تعتبر أن إسرائيل هي المعتدية، والمحتلة، والتي تمارس القمع. ولا تتسم وسائل الإعلام الأوروبية بالموضوعية في معالجتها للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، كما أنها تعتبر إسرائيل "دولة أبارتهايد". ولم يسأل أحد من هذه الوسائل الإعلامية لماذا يُعالج أعداؤنا في المستشفيات الإسرائيلية [في إشارة الى معالجة الجرحى السوريين في المستشفيات الميداينة التي أقامتها إسرائيل منذ بداية الحرب الأهلية في سورية].

·      يتعيّن على حكومات أوروبا أن تستيقظ لأن هناك ثمناً باهظاً أحياناً للانتقاد غير المنضبط ضد إسرائيل.

·      إن العداء للسامية كان موجوداً على الدوام وسيبقى. أسبابه هي التي تغيرت. اليوم، إسرائيل هي سبب العداء للسامية. ويجب على حكومات أوروبا محاربة هذه الظاهرة وعدم صب الزيت على النار. إن تصوير إسرائيل كشيطان سيرتد وبالاً على أوروبا، فالشيطان الحقيقي يعيش داخلها.