زيارة البابا فرنسيس إلى السلطة الفلسطينية منحت الفلسطينيين قوة اندفاع جديدة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      تستطيع السلطة الفلسطينية أن تسجل لنفسها فوزاً كبيراً في نهاية زيارة البابا فرنسيس أمس (يوم الأحد) إلى بيت لحم، فالتغطية الإعلامية الدولية التي رافقت الزيارة قدمت فرصة كبيرة للناطقين باسم السلطة لنقل رسائلهم، تحديداً في هذا التوقيت بالذات، الذي تمر فيه العملية السياسية بأزمة. ومما لا شك فيه أن البابا منح الفلسطينيين قوة اندفاع جديدة في حملتهم الدعائية يخوضونها منذ فترة.

·      لقد اعتبر الجمهور الفلسطيني قرار البابا الانتقال مباشرة إلى بيت لحم من دون التوقف في مطار بن - غوريون، نوعاً من الاعتراف بدولة فلسطين والسيادة الفلسطينية. لكن الخطوة الأكثر أهمية والأكثر سياسية في الزيارة، هي صلاة البابا أمام جدار الفصل في الجزء الشمالي بالقرب من بيت لحم. ففي خطوة مدروسة خرج البابا عن البروتوكول وترجل من سيارته المفتوحة التي كانت تقله إلى القداس في بيت لحم، ووقف أمام الجدار وتلا صلاة قصيرة. وكان البابا سمع عن الجدار وعن دوره بالنسبة للفلسطينيين من محمود عباس. لم يسمع أحد مضمون الصلاة التي تلاها البابا هناك، لكن من الواضح أن موقفه من الجدار ليس إيجابياً. وخلال دقائق، ملأت صور الصلاة بالقرب من الجدار المواقع الإخبارية في العالم.

·      ثمة نقطة ثالثة هي الاجتماع والاتصال عن قرب مع المؤمنين بمن فيهم العائلات التي تعاني والمقتلعين من قريتي إقرت وبرعم، الذين يناضلون دفاعاً عن حقهم بالعودة إلى قراهم. ومن المتوقع أن يطرح رئيس الكنيسة الكاثوليكية مشكلتهم خلال لقائه اليوم مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

·      لقد دفع الخوف على الأمن الشخصي للبابا إسرائيل إلى حد إخفائه عن جمهور المؤمنين به من العرب والمسيحيين من سكان إسرائيل. وكل من شاهد بالأمس الأماكن التي كان من المنتظر أن يزورها البابا، وجد بصورة أساسية رجال الشرطة ورجال الأمن المدججين بالسلاح. أما الذين حصلوا على الإذن بالمشاركة في استقبال البابا وحضور الاحتفالات، فهم فقط الشخصيات التي وجهت إليها الدعوات من السلك الدبلوماسي في إسرائيل ومواطنون لا يعبّرون عن مشاعر الجمهور من المؤمنين.

·      لقد رفضت إسرائيل الانتقادات الموجهة إليها بشأن التشدد في الإجراءات الأمنية، وادّعت أنها ضرورية. لكنها ربما نسيت أن البابا جاء كي يلتقي المؤمنين وليس رجال الشرطة.