من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· ثمة من يقول بأن العقد الماضي كان عقداً رائعاً، فقبل عشر سنوات كنا نعيش على حافة الهاوية، وكانت العمليات الانتحارية تقتل مواطني إسرائيل وتهدد اقتصادها وتعطل وتيرة الحياة فيها. واضطرت إسرائيل بسبب هذا الوضع المتأزم إلى القيام بخطوات قاسية في الضفة الغربية والقطاع حولت حياة الفلسطينيين إلى جحيم. لكن خلال سنة 2004 نجح الجيش الإسرائيلي والشاباك والمجتمع المدني في وقف المرحلة الدموية، وكبح الإرهاب، فعاد الهدوء إلى الشوارع والقلوب.
· وخلال العقد الماضي حصد الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني أقل عدد من حياة البشر مقارنة بالعقود الماضية. وكانت النتيجة عودة الاقتصاد الإسرائيلي إلى الازدهار وتحطيمه أرقاماً قياسية مع إحداث تغيير عميق، فلا يوجد اليوم أي تشابه بين تل أبيب ورام الله سنة 2014، وتل أبيب ورام الله سنة 2004.
· لكن العقد الأخير كان عقداً فظيعاً أيضاً، ففي سنة 2004 كان عدد المستوطنين في المناطق أقل من ربع مليون نسمة، وهم اليوم أكثر من 370 ألفاً. وأدى النمو الاقتصادي بنحو 50% إلى تحول المشروع الاستيطاني في السنوات العشر الأخيرة إلى مشروع ضخم لا رجوع عنه تقريباً. وازدادت قوة المستوطنين السياسية بصورة كبيرة جداً، ففي منتصف القرن الماضي كان من الممكن كبح جماح المستوطنين، الذين باتوا يسيطرون اليوم على الحزب الحاكم ويحركون خيوط الحكومة ويتحكمون في شؤون الإدارة وكأنها ملكهم. ولا يوجد اليوم أي حزب مركزي يستطيع مواجهتهم، كما أنه ليس هناك زعيم باستطاعته التصدي لهم. وحلّ محلّ الدولة التي كانت قادرة على تنفيذ خطة الانفصال عن قطاع غزة سنة 2005، دولة عاجزة عن وقف أعمال مثيرة للاشمئزاز تقوم بها جماعات "جباية الثمن".
· لقد أطلق خبراء الاقتصاد على العقد الذي تلا حرب يوم الغفران [حرب تشرين/أكتوبر 1973] اسم "العقد الضائع"، فقد انخفض النمو الاقتصادي في إسرائيل انخفاضاً كبيراً نتيجة ظروف عالمية وسلسلة أخطاء سياسية ارتكبت ما بين عامي 1974 و1985، وارتفعت نسبة التضخم المالي. لكن في الحقيقة، فإن العقد الأخير هو العقد الضائع في ما يتعلق بوضع الدولة بصورة عامة.
· لقد كانت إسرائيل قادرة نظراً إلى قوتها العسكرية والاقتصادية، على تحديد حدودها بنفسها. الفرصة كانت متاحة لذلك، فالهدوء الذي لم يسبق له مثيل يسمح لها بالقيام بخطوات لا تبدو كأنها انسحاب تحت النار. لكن لم يظهر الزعيم السياسي ولا الإرادة السياسية لذلك. وفي وقت انطلقت الشركات الرائدة قدماً وانتفخت الجيوب بالأموال وامتلأت المطاعم بالرواد، لم تبرز قيادة وطنية قادرة على المعالجة الناضجة والحكيمة للمشكلة الوطنية الأولى التي تهدد وجود الإسرائيليين.
· لقد استطاع شمعون بيرس إنهاء العقد الاقتصادي الضائع، فهو استغل وجوده في رئاسة الحكومة كي يفرض خطة إنقاذ لامعة على جهاز سياسي ضعيف. فهل يوجد اليوم بيرس جديد وخطة جديدة يستطيعان أن ينهيا هذا العقد السياسي الضائع بصورة مشابهة؟