أي اتفاق سيتم التوصل إليه بين الدول العظمى وإيران سيكون موقتاً وسيئاً لليهود
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·      تحاول كل من إيران والولايات المتحدة إثارة الانطباع أن جولة المفاوضات الأخيرة في العاصمة النمساوية فيينا [بين إيران ومجموعة الدول 5+1] باءت بالفشل بسبب الخلافات بشأن الاستمرار في تطوير الصواريخ البالستية الإيرانية.

·      وقد بذل كل من رئيسة مجلس الأمن القومي الأميركي سوزان رايس التي زارت إسرائيل عشية جولة المفاوضات هذه، ووزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل الذي زار إسرائيل الأسبوع الفائت، جهوداً كبيرة من أجل طمأنة إسرائيل في قضية الصواريخ البالستية، وأكدا أن الولايات المتحدة لا تنوي التنازل في هذه القضية.

·      ومع ذلك، لا بُد من القول إن المفاوضات بين إيران والقوى الست العظمى في فيينا لم تفشل بسبب قضية الصواريخ البالستية. وحين أُثير هذا الموضوع في الجولة الأخيرة لم يتأثر الإيرانيون قط، ولم يكن ذلك من قبيل المصادفة، إذ إن من الواضح لهم، مثلما هو واضح للأميركيين، أنه لا يوجد أي معيار دولي تستطيع القوى العظمى التمسك به للحدّ من تطوير صواريخ بالستية في إيران، ولأنه لا يوجد معيار كهذا، فإنه ليس هناك أيضاً أجهزة رقابة دولية للحدّ من إنتاج الصواريخ. ولا شك في أن صوغ معيار دولي جديد، وإقامة أجهزة رقابة على غرار الوكالة الدولية التي تراقب السلاح الذري، هما إجراءان يمكن أن يستمرا أعواماً طويلة. وفي هذه الأثناء لا يوجد لدى الإيرانيين أي نية للتخلي طوعاً عن تطوير الصواريخ.

·      وبموازاة ذلك، فإن من الواضح لجميع المشتركين في المفاوضات في فيينا أن التسوية مع إيران ستتكلل بالنجاح، أو تبوء بالفشل على خلفية قضية مركزية واحدة هي تخصيب اليورانيوم. وفي حال التوصل إلى حل مُرضٍ لهذه القضية فستوجَد حلول لجميع القضايا العالقة الأُخرى.

·      وبات الأميركيون يدركون أنه ليس لديهم أي قدرة على جعل البرنامج النووي الإيراني عقيماً تماماً، ولذا يحاولون على الأقل أن يقلصوه وأن يفرضوا عليه رقابة وثيقة لأعوام طويلة. وقبل عدة أسابيع عرضوا على الإيرانيين مبدأ فرض رقابة صارمة مدة عشرين عاماً، ووافق الإيرانيون على عام واحد فقط، وعندها تراجع الأميركيون ووافقوا على 12 عاماً، لكن الإيرانيين لم يوافقوا على أكثر من 6 أعوام.

·      في مقابل ذلك تجري في فيينا أيضاً مساومة على الهيكل الأساسي للبرنامج النووي الإيراني خلال الأعوام التي ستُفرض عليه الرقابة فيها، وفي أثناء هذه المساومة يتم التداول في أسئلة على غرار: ما هو عدد المنشآت التي سيُسمح لها بتخصيب اليورانيوم؟ وكم جهاز طرد مركزي سيكون في كل منشأة ومن أي طراز؟ وما هو حجم اليورانيوم المخصب الذي سيُسمح للإيرانيين بالاحتفاظ فيه، وكيف سيتم استعماله؟ وهل سيُتاح لهم إمكان تطوير أجيال جديدة من أجهزة الطرد المركزية بدلاً من الأجهزة الموجودة في حيازتهم الآن؟

·      وفي حال التوصل إلى تسوية بهذه المواصفات، فإنها ستكون تسوية تؤجل البرنامج النووي الإيراني ولا تكبحه تماماً. وقد بات واضحاً للأميركيين والإيرانيين على حدّ سواء أن المفاوضات في فيينا لن تؤدي إلى تسوية نهائية، وإنما إلى اتفاق موقت يستمر إلى أمد بعيد.

وما يمكن قوله هو أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يريد أن ينهي ولايته وهذه الأزمة وراءه، أمّا في المقابل، فإنه من المريح للإيرانيين أن يتعايشوا مع صيغة اتفاق تتيح لهم إمكان تجميد أحلامهم في امتلاك سلاح نووي فترة ما، مع الاستمرار في تطوير برنامجهم النووي إلى أن تنشأ أوضاع تتيح التخلي عن هذا التجميد. وفي ظل هذا كله، فإن أي اتفاق موقت يتم التوصل إليه سيكون سيئاً لليهود.