· لأننا انتصرنا كان يتعيّن على رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، تعيين لجنة تحقيق رسمية حول حرب لبنان الثانية. لكن أولمرت جبن في إجراء تحقيق رسمي حول النصر، لأن هذا النصر كان مقترناً أيضاً بإخفاقات وأخطاء وقصورات وأثمان.
· (حسن) نصر الله خسر الحرب بصورة فادحة. وكانت خسارته إلى الحدّ الذي اضطر فيه لأن يعترف علانية بذلك وأن يسوّغه. ولم يكن ذلك من قبيل الصدفة. فإن غالبية اللبنانيين، أبناء كل الطوائف، يعتقدون بأن حزب الله هزم وأنزل كارثة ببلادهم وهم يطالبون بنزع سلاحه.
· مع نشر 7 آلاف جندي أوروبي في جنوب لبنان لن يعود هناك شك في أن حزب الله أضاع جنوب لبنان وأنه يتراجع من هناك. "دولة حزب الله" الإيرانية التي أقيمت باستثمارات بلغت مليارات الدولارات انهارت نتيجة لعمليات إسرائيل العسكرية ولإصرار حكومة لبنان على فرض سيادتها على كل الدولة. وهذا هو ما نسميه لبننة لبنان، الذي انتظرته إسرائيل طويلاً.
· لو أن حرب لبنان الثانية انتهت بفشل لكان بالإمكان فهم لماذا يرفض رئيس الحكومة الدعوات لإقامة لجنة تحقيق رسمية. لكن مع اتضاح صورة النصر فليس هناك أكثر صحة من تعيين لجنة تحقيق رسمية، جماهيرياً ووطنياً وتاريخياً.
· أولمرت فوّت فرص فرصة صدور تقرير انتصار. وبتعيينه مجموعة من لجان الفحص فإنه يبث رسالة خاطئة حول هزيمة وإخفاء. وعندما يرفض تعيين لجنة تحقيق رسمية فإن رئيس الحكومة يتصرف كما لو أننا خسرنا في حرب انتصرنا فيها.