· ما حصل للجيش الإسرائيلي في لبنان ليس المرض وإنما عارضه. المرض هو عدم قول الحقيقة. المشكلة هي أن قادة لم يقولوا الحقيقة لكن تقدموا (في مناصبهم). وهذا الأمر لم يبدأ أمس ولا حتى قبل سنة، هذا مرض مزمن.
· في بداية 2004 أعلن رئيس هيئة الأركان العامة آنذاك، موشيه يعالون، أن الجيش سيقوم خلال السنة بجهد مركز لتجهيز نفسه للانتقال السلس من الوضع العادي إلى أوضاع الطوارئ في كل المجالات. لكن هذا الأمر لم يتم. لقد رفض الجيش أمر قائده ولم تنفذ وحدات كثيرة هذا الأمر.
· في تقارير لا تحصى قدمتها طواقم مراقب جهاز الأمن – منذ ذلك الوقت وحتى ما قبل الحرب الأخيرة – تبين أن قسماً كبيراً من المجالات المرتبطة بالانتقال إلى أوضاع طوارئ لم يتم فيها القيام بأي شيء.... ويبدو أن الانتقال إلى أوضاع طوارئ كان أحد القصورات الحرجة في حرب لبنان الثانية.
· مراقب جهاز الأمن، يوسي باينهورن، ركز خلال فترة الحرب وبعدها على سلسلة المواضيع التي عالجها وأفراد طاقمه في السنوات الأربع الأخيرة. والنتائج مذهلة. جميع القصورات التي يتم نشرها الآن في وسائل الإعلام على ألسنة القادة وأفراد الاحتياط. كانت ظاهرة هناك. كل شيء موجود في تقارير المراقب: العبء الثقيل على عاتق القوات البرية، عدم أهلية أفراد الاحتياط، مشاكل الاستخبارات الميدانية، مشاكل في جهوزية البلاد لساعة الطوارئ وقدرة الدولة على إخلاء سكان وقت الحاجة، النواقص في المنظومة اللوجستية والقصورات في تفعيلها.
· هذه هي نصف المشكلة. النصف الآخر أكثر خطورة وهو التقارير المفبركة والوهمية.... فقد اكتشف مراقب جهاز الأمن أن هناك فجوة كبيرة بين تقارير القادة وبين الواقع.... وهذا يعني أن هؤلاء القادة كذبوا على الجهاز وخدعوا المراقب وخدعوا أنفسهم أيضاً. وقد جاءت الحرب وفجّرت جميع هذه الأكاذيب في وجوهنا.