مشكلة الأسد هي استقلال حكومة لبنان الزائد وحريتها في اتخاذ القرارات
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      الضغط على سورية آخذ في التصاعد وبالذات من جهة لبنان. وإذا كان الرئيس السوري، بشّار الأسد، متأكداً حتى الحرب الأخيرة من أن لبنان لن يخطو في مسار سياسي مستقل، فإن الحرب أظهرت لدمشق عدة تجديدات. القرار 1701 أثبت أن لبنان بمقدوره أن يبادر إلى عملية سياسية مستقلة. والقرار بحد ذاته هو إنجاز لبناني دولي، حيث أن إسهام لبنان في بلورته واضح. ولبنان لم يطالب بوقف إطلاق النار فقط، بل قرر أيضاً ألاّ تعمل قوات يونيفيل وفق البند السابع بحسب رغبة إسرائيل. ونجح في إقناع هذه القوات بأن تقوم بأعمال الدورية على طول الحدود مع سورية.

·      مشكلة الأسد ليست وجود قوات دولية على أرض لبنان. مشكلته هي استقلال لبنان الزائد وعملية اتخاذ القرارات لدى حكومته، التي لم تعد تأخذ مواقف سورية في الحسبان.

·      إذا قرّر الأسد إغلاق معابر الحدود بين سورية ولبنان أمام البضائع والناس فمن شأن النتيجة أن تكون صعبة للبنان. لكن خلافاً للماضي يوجد لدى لبنان هذه المرة جواب. وعلى ما يبدو فإنه لن يتردّد رداً على ذلك في أن يمنع دخول مئات آلاف العمال السوريين إلى أراضيه.

·      رئيس حكومة لبنان، فؤاد السنيورة، لا يزال يرغب في رأب الصدع مع سورية لكن ليس كدولة راعية وإنما كدولتين إحداهما ند للأخرى. لكن من يتطلع إلى توطيد استقلال لبنان مثل إسرائيل أو الولايات المتحدة ليس في مقدوره في الوقت نفسه مواصلة سياسة العقوبات تجاهه. في أوضاع اليوم التي لا تكون فيها حاويات النفط حرّة في الوصول إلى لبنان بسبب الحظر الإسرائيلي، كما أن مرور بضائع حيوية يصطدم بصعوبات كبيرة، من الممكن أن يفهم لبنان من ذلك أن أحداً ما يرغب مع كل ذلك بأن يبقى تحت كنف سورية.