الثلاثي الحاكم "أخيار ولامعون" لكنهم تسرعوا في الاندفاع نحو الحرب
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      من لا يفهم لماذا لم "نمحِ" حزب الله عن وجه الأرض يجد الجواب في هذه الحقيقة البسيطة: يستحيل تصفية دافعية منظمة مقاتلة لشعب آخر. منظمة التحرير الفلسطينية لم تكن لبنانية ولذا انتصرنا على هذه المنظمة برئاسة ياسر عرفات عندما تسببنا في طردها من لبنان. الشيعة هم حوالي نصف الشعب اللبناني. ومن هنا توجد للمنظمة المقاتلة دفاعاً عن وطنها أفضلية بنيوية أمامنا، ويصعب القضاء عليها في بلادها المستعدة للموت من أجلها.

·      شعور المهانة بأننا لم ننتصر في الحرب على حزب الله من خلال الهجوم الجوي الكبير المكثف في حين تلقى العمق الإسرائيلي 4000 صاروخ كان كبيراً.... لكن الانتقاد الشعبي يسيء إلى حد ما للذين قادوا هذه الحرب، إيهود أولمرت وعمير بيرتس ودان حالوتس، هؤلاء أخيار ولامعون. لكن ما حصل معهم هو نوبة من التدهور، التي ما كانت ستحصل مع سابقيهم في الوظائف المماثلة. إسحاق رابين كان جزعاً بطبعه. وعندما كانوا يقترحون عليه عملية عسكرية كان وجهه يتكدّر وكان بالإمكان التخمين فوراً ماذا يمرّ في رأسه. وإسحاق شامير كان من المستحيل جرّه إلى أية مغامرة عسكرية. فهو لم يسمح لوزير الدفاع، موشيه آرنس ورئيس هيئة الأركان العامة، إيهود براك، بقصف العراق عندما سقطت هنا صواريخ سكود إبان حرب الخليج.

·      الثلاثية الأمنية الحاكمة خافت في حالة عدم ردها على اختطاف الجنديين من أن تفقد إسرائيل الشرعية الدولية. شرعية ماذا؟ أن نخسر في الحرب ونخيّب أمل بوش ودول عربية بنت على قدرتنا بأن نكبح جماح الإرهاب الإسلامي الأصولي الذي هددها أيضاً؟ لكن اتخاذ القرار كان متسرعاً جداً.

·      رغم الغضب الجماهيري ورغم المطالبة بتطيير "الثلاثة الكبار" يجوز أن يكون سقوط الحكومة أو تعيين لجنة تحقيق رسمية خطأً كبيراً. فليس لدينا لاعبو احتياط أفضل في هذا الوقت. وليس لدينا وقت للجنة يمكن أن تبدأ تحقيقها منذ أيار 2000 وتنهيه بعد سنة، في حين أن التحديات التي تواجهنا كبيرة جداً. من الأفضل أن ندع الحكومة تتعلم من أخطائها وأن تصحح نفسها بسرعة في كل المجالات: بقطع الرؤوس لن نبني أنفسنا من جديد.