· إن التطورات المرتبطة بـ "اقتراح الهدنة" [الفرنسي] يوم أمس، تدل في المرتبة الأولى على أن إسرائيل شنت عملية "الرصاص المسبوك" [على غزة] من دون استراتيجيا واضحة بشأن الهدف النهائي، الذي ترغب في تحقيقه، ومن دون تفكير مدروس بشأن الآليات التي سيتم تفعيلها من أجل إنهاء العملية العسكرية في الوقت الصحيح والأوضاع المثالية.
· لقد أديرت هذه العملية على المستوى السياسي، يوماً بعد يوم، ومن دون أي تفكير. فقد أمر رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، بعدم استعمال تعبير "آلية إنهاء"، وبناء على ذلك، فإن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، تحادثت مع العالم كله، لكن من دون تفويض للتباحث في شأن آلية كهذه. كما أن وزير الدفاع، إيهود باراك، صادق على خطط عسكرية متدحرجة، غير أنه لم يتولَّ قيادة عملية شاملة تنطوي على قرار بشأن الهدف الذي نرغب في تحقيقه فعلاً. وهكذا فقد ظهر، على المستوى العملي، أن إسرائيل ترغب في أن توقف "حماس" إطلاق الصواريخ، وأن تكف عن التسلح لفترة طويلة، لكنها لا تملك آلية تضمن لها تحقيق ذلك.
· بناء على ذلك، فقد بدت المؤسسة الإسرائيلية الأمنية كما لو أنها تتخبط [إزاء الاقتراح الفرنسي]، وهي التي لم يعد سراً أنها كانت تخشى شن عملية عسكرية برية في غزة بسبب شكوكها في فائدتها البعيدة المدى. كما سمعنا أن أولمرت يعارض هدنة محدودة، وأن وزراء آخرين غاضبون بسبب عدم إدراج الموضوع في جدول أعمال المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية. ومرة أخرى يتم الكشف أن القيادة الإسرائيلية لم تتخذ أي قرار بشأن الوجهة التي يتعين أن تسير فيها.