من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· ازدادت في الآونة الأخيرة الانتقادات الموجهة من الجمهور العلماني إلى الجمهور الحريدي [المتدينين المتزمتين]، وكان آخرها مطالبة الحريديم بتخفيض نسبة الولادات بينهم. إن هذه مطالبة خطأ، وتؤدي إلى نتيجة عكسية، إذ لا نستطيع حل مشكلة الحريديم بأن نفرض عليهم تغيير نمط حياتهم.
· ثمة مشكلة لدى الجمهور الحريدي، فقد أشار تقرير بعنوان "إسرائيل في سنة 2028" نُشر قبل عامين، إلى أن تدني نسبة العمل وسط الحريديم هي التي تمنع إسرائيل من أن تكون خلال عشرين عاماً بين أول 15 دولة في العالم. كما أشار التقرير الأخير عن الفقر، والصادر عن صندوق الضمان الوطني، إلى أن 56% من العائلات الحريدية هي عائلات فقيرة تُنجب كثيراً من الأولاد الذين يكون مصيرهم الفقر أيضاً.
· يعيش المجتمع الحريدي منذ أكثر من عشرة أعوام ثورة صامتة يعتمد حظوظ استمرارها واستقرارها على حسن إدخال التغييرات التي ينتظرها هذا الجمهور. فهذه الثورة لا تهدف إلى تغيير العادات وأنماط العيش فحسب، بل إلى إدخال تغيير جذري على المبادىء التي وجهت حياة الجمهور الحريدي منذ نشوء الدولة أيضاً.
· عندما نشأت دولة إسرائيل طلب زعماء الجمهور الحريدي من بن ـ غوريون إعفاء تلامذة اليشيفوت [المدارس الدينية] من الخدمة العسكرية. حدث هذا في سنة 1948، أي بعد ثلاثة أعوام على انتهاء الحرب العالمية الثانية، والمحرقة. فقد ساد يومها الشعور بأن عالم اليهودية الحردية التي كان مركزها في أوروبا الشرقية، يوشك أن يزول، بعد أن دمرت المحرقة معظم المقار الدينية التابعة للحاخامين، وقضت على أتباعهم، ولم يبق منها سوى ما كان موجوداً في إسرائيل وفي بعض المراكز الأخرى في العالم، مثل الولايات المتحدة وأوروبا.
· وكان التوجه الأساسي لزعماء الجمهور الحريدي هو ضرورة التعبئة الكاملة لهذا الجمهور من أجل دراسة التوراة، فعلى الرجال كلهم دراسة التوراة في المدارس الدينية، وعلى النساء تزويد هذه المدارس بتلامذة جدد.
· هذه التعبئة العامة هي التي أوجدت "مجتمع الطلاب" من الحريديم، الذين يبلغ عددهم اليوم 60,000 ألف تلميذ متدين.
· إن دعم الدولة لهذا الجهد الإنقاذي الذي تمثل في إعفاء تلامذة اليشيفوت من الخدمة الإلزامية في الجيش، وفي مختلف أنواع الدعم الأخرى المقدمة إلى اليشيفوت وإلى تلاميذها، هو الذي سمح بالتعبئة العامة من أجل دراسة التوراة، ومنحها الشرعية طوال أعوام عديدة. وقد تطلب مرور أكثر من خمسة عقود للتخلص من صدمة المحرقة، إذ ارتفعت نسبة الجمهور الحريدي في إسرائيل من 2% في سنة 1948، إلى 9% من مجموع السكان في سنة 2010. وأصبح اليوم 27% تقريباً من تلامذة الصف الأول الابتدائي في القطاع اليهودي هم من أولاد الحريديم.
· يدرك زعماء الجمهور الحريدي أن عليهم تغيير توجهاتهم الأساسية لعدة أسباب: أولاً، زوال الخطر الذي كان يتهدد الطائفة الحريدية؛ ثانياً، لأن ليس كل الرجال في الطائفة الحريدية هم من أصحاب الكفاءات العالية.
· علينا أن نرحب بهذا التغيير الجذري، والعمل على تشجيعه عبر تقديم الوسائل اللازمة وانتهاج السياسة الملائمة، وتغيير المواقف من الجمهور الحريدي. أما الوسائل فهي تقديم أطر للتأهيل، والتثقيف، والعمل، والخدمة العسكرية في الجيش وفي قطاع الخدمات المدنية الوطنية.
إن المطلوب هو تقديم الحوافز للحريديم الذين انضموا إلى سوق العمل، ولأرباب العمل الذين فتحوا أبوابهم لهؤلاء، وكذلك تغيير النظرة النمطية للجمهور العلماني تجاه الحريديم.