طالب عوفر عيني، رئيس الهستدروت [نقابة العمال العامة في إسرائيل]، حزبَ العمل بالاستقالة من الحكومة، وقال في خطاب ألقاه أمام المؤتمر السنوي لصحيفة "كالكاليست" الاقتصادية التابعة لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنه كان في السابق من أكبر المؤيدين لانضمام حزب العمل إلى الحكومة في ضوء الأوضاع الاقتصادية السيئة، "لكننا الآن لا نتقدم خطوة واحدة في كل ما يتعلق بالعملية السياسية، وفي ظل عدم وجود عملية سياسية، فإن على حزب العمل ترك الحكومة. وإذا كان رئيس الحكومة [بنيامين نتنياهو] راغباً فعلاً في دفع العملية السياسية قدماً فإن أول ما يتعين عليه فعله هو إدخال حزب كاديما إلى حكومته. إن جماهير الشعب في إسرائيل تريد الوحدة الوطنية والعملية السياسية، وحزب العمل يمكنه رهن بقائه في الحكومة بشرط تحقيق الوحدة الوطنية ودفع العملية السياسية قدماً". وأكد عيني أن "عملية السلام تُعتبر أفضل ضمانة لاقتصاد جيد".
ويُعتبر عيني أحد أقوى اللاعبين في ساحة حزب العمل، ذلك بأنه يحظى بنفوذ قوي في مؤسسات الحزب، فضلاً عن أنه لا يخشى خسارة مقعده في حال إعلانه التمرد على رئيس الحزب [إيهود باراك].
ورداً على مطالبة عيني هذه قال أحد كبار الوزراء من حزب العمل لصحيفة "يديعوت أحرونوت": "إننا ننتظر ما ستعلنه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مساء اليوم (الجمعة). وقد قلنا في السابق أننا سنمنح رئيس الحكومة وقتاً كافياً لدفع المفاوضات المباشرة [مع الفلسطينيين] قدماً، ونتوقع أن تكون لحظة الحسم في نهاية كانون الثاني/ يناير 2011، ولأن الأميركيين سيطرحون خطة جديدة بعد عيد الميلاد، وبناء على هذا، لا ضرورة للاستقالة من الحكومة في الوقت الحالي".
وقال وزير كبير آخر إن هناك محاولات جادة لدفع المفاوضات المباشرة قدماً، "ولا يوجد لدينا ادعاءات وجيهة ضد نتنياهو، لأن الفلسطينيين هم الذين نسفوا المفاوضات. ومع ذلك، فإنه في حال عدم حدوث تقدّم في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، فإننا سنكون مضطرين إلى دعوة مؤسسات الحزب إلى الاجتماع واتخاذ قرار بالاستقالة من الحكومة".
من ناحية أخرى بدأ وزير شؤون الأقليات أفيشاي برافرمان حملة جمع تواقيع لأعضاء حزب العمل بشأن عريضة تطالب بعقد اجتماع لمؤتمر الحزب من أجل اتخاذ قرار يحدد لرئيس الحكومة مهلة لتمديد تجميد أعمال البناء في المستوطنات ودفع المفاوضات المباشرة قدماً. وقال برافرمان: "في حال عدم حدوث ذلك قريباً، علينا أن نستقيل من الحكومة. وفي رأيي، فإن نتنياهو سيتجاوب معنا لأنه يفضل ألاّ يبقى رئيساً لحكومة يمينية متطرفة".