يجدر بإسرائيل أن تدرس إمكان التفاوض مع "حماس"
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       إن السبب المركزي لعدم رغبة "حماس" في أن تستمر التهدئة بصورة تلقائية، هو أن قادتها قصدوا، عندما وقعوا الاتفاق قبل ستة أشهر، أن يكون بداية لعملية تشمل عناصر سياسية تخدم أهدافهم. وفي واقع الأمر فإن "حماس" تتطلع، منذ أن قررت أن تنضم إلى الحلبة السياسية الفلسطينية الشرعية في سنة 2006، إلى أن تتقدم خطوة ـ خطوة في المسار السياسي داخل المعترك الفلسطيني، وفيما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل.

·       لا يعني هذا الأمر أن هناك تغييراً في هدف "حماس"، والذي هو القضاء على إسرائيل، غير أن الذي تغير، على مرأى منا، هو أن قادة "حماس" باتوا يقرون أن تطلعاتهم الأيديولوجية غير قابلة للتحقيق في المستقبل المنظور.

·       لم ترغب إسرائيل، لاعتبارات خاصة بها، في أن تجعل التهدئة بداية عملية سياسية مع "حماس". ولذا فقد أجرت المفاوضات معها بصورة غير مباشرة، ولم توقع اتفاقاً ملزماً وعلنياً يحدد التزامات الطرفين بوضوح. وقد استمدت إسرائيل التشجيع لموقفها هذا من وقوف الأسرة الدولية وراءها، ومن تأييد السلطة الفلسطينية، ومن مراهنتها على نفاد صبر الجمهور الإسرائيلي العريض جراء أي تصعيد في إطلاق الصواريخ.

·       إن السؤال المطروح الآن هو: ألا يجدر بإسرائيل أن تدرس إمكان منح التهدئة مضموناً ومغزى مغايرين، وإمكان إجراء مفاوضات صعبة مع الذين يتوقع أن يصبحوا شركاء مركزيين في تقرير مصير الشعب الفلسطيني في الوقت الحالي؟ إن أشخاصاً كثيرين يدركون، منذ الآن، أن أي زعيم إسرائيلي سيتم انتخابه في    شباط / فبراير 2009 سيكون مضطراً إلى إجراء محادثات مع "حماس"، بغض النظر عما يقوله حالياً في هذا الشأن.