من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· تدرك كل من إسرائيل و"حماس" أن خياراتهما العسكرية محدودة. فـ "حماس" لن تقضي على إسرائيل بواسطة عشرات صواريخ القسام. كما أن إسرائيل تدرك أنه ليس في إمكانها، على الأقل في المرحلة الحالية، إلا أن تقوم بردة فعل محدودة [على إطلاق الصواريخ] وأن تستمر في فرض العقوبات الاقتصادية [على قطاع غزة].
· على الرغم من ذلك، فإن كفة "حماس" هي الراجحة في هذا الحوار العنيف بين الطرفين، إذ إن المبادرة إلى تمديد التهدئة أو إلى إطلاق الصواريخ انتقلت إلى يدها، بينما بقيت إسرائيل في موقع الذي يرد فقط. كما أن "حماس" أحرزت بضعة إنجازات. صحيح أن العقوبات الاقتصادية الإسرائيلية شديدة الوطأة، غير أن منظومة الأنفاق التي تربط القطاع بمصر تشكل بنية تحتية بديلة لتوفير البضائع والحاجيات. ويوماً بعد يوم يثبت الحكم الذاتي الفلسطيني في غزة أن في إمكانه أن يؤدي مهماته في ظل أصعب الأوضاع. وعلى ما يبدو، لم يعد يتعين على "حماس" أن تقلق إزاء إمكان اندلاع عصيان مدني ضدها، بينما يتعين على إسرائيل أن تكون قلقة إزاء ردة فعل مواطنيها في النقب.
· يمكن القول أيضاً إن "حماس" أصبحت عاملاً استراتيجياً في الشرق الأوسط كله. فمصر ترى فيها فرعاً إيرانياً، وتجري حواراً معها كما لو أنها دولة عدو. كما أن السعودية التي كانت ذات مرة الراعية الرئيسية لـ "حماس"، خسرت مكانتها لمصلحة إيران. ويحاول الأردن أيضاً أن يستميل قادة "حماس" إليه. أمّا سورية فإنها تستعمل "حماس" كمخلب في العملية السياسية، على الرغم من كونها غير شريكة فيها.
· لا شك في أن استمرار إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وتفاقم العقوبات الاقتصادية التي تفرضها هذه الأخيرة على غزة، يضمنان استمرار تأييد الرأي العام العربي لـ "حماس"، كما يضمنان مكانتها في نظر الأنظمة العربية. ويمكن التقدير، منذ الآن، أنه في حال إجراء انتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني بعد نحو عام، في ظل حكومة إسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو [رئيس الليكود]، فمن المتوقع أن تحقق "حماس" انتصاراً كاسحاً. وفي إمكاننا أن نتوقع أيضاً أن فرائص نتنياهو لا ترتعد من احتمال كهذا، لأنه قد "يثبت" أنه لا يوجد شريك فلسطيني.
· لقد مرت ثلاثة أعوام على الانتخابات التشريعية الفلسطينية. وعلى الرغم من أن هذه الانتخابات أسفرت عن فوز "حماس"، إلا إنها أتاحت إمكان التوصل إلى أقصى حد من الاتفاق يمكن التوصل إليه بينها وبين إسرائيل. لم يكن ذلك اعترافاً متبادلاً، وإنما تعاوناً عملياً. لم يكن سلاماً، وإنما إدارة مشتركة لبعض المشاريع. غير أن قيادة هذه الأخيرة فضلت الأيديولوجيا على السياسة العملية والحنكة التكتيكية، ونتيجة ذلك، باتت الآن توجه عدستها المكبرة صوب غزة كي تستجلي ما الذي تنوي "حماس" الإقدام عليه.