لا للمصالحة ولا للمساومة مع تركيا
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

 

  • منذ عامين يتعامل العالم الحر مع تركيا بتساهل كبير، وعلى رأس هذا العالم باراك أوباما، الذي أراد أن تكون أول زيارة يقوم بها بعد فوزه بالرئاسة الأميركية لتركيا، فجاء إليها حاملاً رسالة السلام، وبذل كل ما في وسعه كي لا يثير غضبها. عندما كان أوباما مرشحاً للرئاسة قال إن تركيا ارتكبت مجزرة ضد الشعب الأرمني، لكنه بعد أشهر معدودة، وفي أعقاب دخوله إلى البيت الأبيض في نيسان/أبريل 2009، غيّر موقفه كي لا يغضب مستقبليه الأتراك.
  • أصغى رجب طيب أردوغان جيداً إلى كلام أوباما خلال زيارته لتركيا، وعرف مع مَن يتعامل. ومنذ ذلك الحين تحولت تركيا إلى دولة إسلامية أكثر فأكثر. أما بالنسبة إلى العلاقة مع إسرائيل، فقد مر أردوغان بنقطة تحول كبيرة. فبعد أن كان يُعتبر في نهاية ولاية جورج بوش وسيطاً نزيهاً بين سورية وإسرائيل، إذا به يتحول بعد عملية "الرصاص المسبوك"، ودخول أوباما إلى البيت الأبيض، إلى أكبر مؤيدي حركة حماس.
  • وكان أردوغان أوضح موقفه من الخلاف الداخلي الفلسطيني، وأعلن رغبته في إشراك حماس في المفاوضات، لأنه مقتنع بأنها يجب ألا تقتصر على أبو مازن.
  • لكن أهم تحول استراتيجي طرأ هو تطور العلاقة بين تركيا وإيران، فقد كان على تركيا بزعامة أردوغان أن تختار بين العالم الحر، وبين إحدى أكثر الدول ظلامية في العالم، وقد قام أردوغان باختياره، وبرز محور جديد للشر يتألف من أحمدي نجاد ـ أردوغان ـ الأسد - حزب الله - حماس. أما الرابح الأكبر فهو وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو.
  • إن مشكلتنا ليست مع الشعب التركي، على الرغم من التظاهرات التي رأيناها أمس في تركيا في استقبال سفينة "مافي مرمرة". ففي تركيا قاعدة علمانية وليبرالية، ومع أن قوتها تراجعت خلال العامين الماضيين، إلا إنها لاتزال موجودة. لذا، وعلى الرغم من كل ما ذكرته سابقاً، فإنه ليس لإسرائيل أي مصلحة في تقوية الطرف الإسلامي، ولا حاجة لنا إلى التصريحات غير المفيدة، التي من شأنها أن تعزز قوة أردوغان، وكما لا حاجة أيضاً إلى الخنوع والتساهل.
  • إن النيات الحسنة التي أراد أوباما التعبير عنها، فُسرت على أنها علامة ضعف. لذا، فإن اعتذار إسرائيل من تركيا سيفسر هو أيضاً بأنه تساهل، وسيؤدي إلى تقوية الخط الذي ينتهجه داود أوغلو والإسلاميون.