نتنياهو يتهرب من اتخاذ أي موقف حاسم
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • يمكن القول إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هو زعيم لديه مواقف واضحة، ذلك بأنه صقر من الناحية السياسية ومحافظ من الناحية الاقتصادية وليبرالي من الناحية الاجتماعية، غير أن مواقفه المعروفة لا تشكل دليلاً كافياً لفهم مواقفه الحالية وردود فعله، خلافاً لوزير الدفاع إيهود باراك أو حتى لوزير الخارجية أفيغدور ليبرمان.
  • وإزاء ذلك لا بُد من طرح أسئلة كثيرة مثل: هل تركيبة الحكومة الإسرائيلية الحالية هي التي تضطر نتنياهو إلى الانكفاء أمام الحريديم [اليهود المتدينين المتشددين]؟ ولماذا كانت ردة فعله على ظواهر العنصرية الآخذة في التفاقم في الآونة الأخيرة باهتة للغاية؟
  • فضلاً عن ذلك، فإن نتنياهو يتهرب من اتخاذ أي موقف سياسي حاسم إزاء حل الدولتين، أو إزاء جمود المفاوضات السياسية. ومن الملاحظ أنه تحوّل إلى زعيم لا يُحسن إلا التلعثـم.
  • ولعل آخر مظاهر تلعثم نتنياهو كامن في ردّه على النقد الحاد الذي وجهه إليه وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان خلال المؤتمر السنوي للسفراء الإسرائيليين في الخارج أول من أمس (الأحد)، إذ ورد في هذا الردّ الصادر عن ديوان رئيس الحكومة أن أقوال ليبرمان "تعكس آراءه ومواقفه الشخصية، شأنه شأن وزراء آخرين في الحكومة يتبنون مواقف شخصية تختلف عن مواقف زملائهم الآخرين في الحكومة. إن موقف الحكومة هو الذي يعبر عنه رئيس الحكومة فقط". وهذا يعني أن في إمكان أي وزير في الحكومة أن يصرّح بما يحلو له، وعلى الجمهور العريض ألاّ يعير تصريحات الوزراء أدنى اهتمام، وأن يتعامل مع تصريحات رئيس الحكومة فقط.
  • وفي واقع الأمر، ليس لديّ أي مشكلة في انتهاج مثل هذا السلوك لو أن في إمكاني أن أفهم ما هو موقف رئيس الحكومة. إن الوقت الحالي هو أكثر وقت يستلزم الشجاعة السياسية والأخلاقية، كما أنه يستلزم استعداداً لدفع ثمن باهظ من أجل المصلحة العامة. لكن يبدو أن نتنياهو ما زال بعيداً جداً عن هذا كله.